أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحظر بشكل كامل دخول المواطنين من 12 دولة هي أفغانستان وبورما وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن ، وكذلك حظر جزئي: على مواطني بوروندي ، كوبا ، لاوس ، سيراليون ، توغو ، تركمانستان ، فنزويلا.
وقالت مصادر صحفية للجالية اليهودية إن البيت الأبيض كان يدرس إصدار أمر تنفيذي جديد يحظر السفر إلى الولايات المتحدة من دول معينة، في خطوة تعيد إحياء سياسة مثيرة للجدل من الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، وذلك بحسب ثلاثة أشخاص حضروا اجتماعًا في البيت الأبيض يوم الأربعاء، حيث نوقش هذا المخطط. وقد تم التطرق إلى الأمر التنفيذي المزمع خلال اجتماع في البيت الأبيض مع قادة يهود.
وجاء الاجتماع، الذي حضره عدة عشرات من المشاركين، استجابةً للهجوم الذي وقع في واشنطن الشهر الماضي وأدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية خارج متحف اليهود في العاصمة واشنطن.
وقد عُقد الاجتماع بعد ثلاثة أيام من هجوم آخر في بولدر، كولورادو، أدى إلى إصابة 15 شخصًا خلال مسيرة تهدف عن قضية المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وأبلغ ويل شارف، سكرتير موظفي البيت الأبيض، الحضور بشأن الأمر التنفيذي، دون أن يذكر الدول التي ستُدرج ضمن الحظر.
وقال شارف إن ترامب قد يوقع الأمر في أقرب وقت ممكن، ربما يوم الأربعاء. وقال أحد المصادر لموقع Jewish Insider بعد الاجتماع: “لقد قالوا إن هناك أمرًا تنفيذيًا يتعلق بحظر السفر قيد الإعداد، وكان الجميع حذرين جدًا فيما قالوه وما لم يقولوه”.
وقال مصدر آخر إن الأمر التنفيذي المخطط له “ليس نتيجة مباشرة لما حدث في بولدر”، لكنه أضاف أن الهجوم ذُكر “كمبرر، كدليل على مدى أهمية هذا الأمر التنفيذي”.
وتقول وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، إن المتهم بتنفيذ هجوم بولدر هو مواطن مصري يقيم في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني بعد أن تجاوز مدة تأشيرته. وقد تم احتجاز زوجته وأطفاله الخمسة من قبل سلطات الهجرة والجمارك يوم الثلاثاء، وكان من المقرر ترحيلهم إلى مصر، لكن قاضيًا فيدراليًا أوقف إجراءات الترحيل بحق أفراد العائلة يوم الأربعاء.
ووقّع ترامب بعد أيام من توليه المنصب في ولايته الأولى في عام 2017، أمرًا تنفيذيًا يمنع السفر إلى الولايات المتحدة من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، ولم تكن مصر من بينها.
ومن بين المتحدثين في الاجتماع: سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض؛ وهارميت ديلون، مساعدة النائب العام للحقوق المدنية بوزارة العدل؛ والقس الإنجيلي بولا وايت وجيني كورن من مكتب الإيمان في البيت الأبيض؛ ونواه بولاك، مستشار أول في وزارة التعليم؛ سيباستيان غوركا، المدير الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي؛ وآدم بوهلر، المبعوث الأمريكي الخاص لقضايا الرهائن؛ ومارتن ماركس، مسؤول الاتصال اليهودي في البيت الأبيض؛ وليو تيريل، رئيس فريق العمل الفيدرالي لمكافحة معاداة السامية.
كما حضر الاجتماع يهودا كابلون، المرشح من قبل ترامب لمنصب المبعوث الأمريكي الخاص لرصد ومكافحة ما أسموه معاداة السامية. وشارك في الاجتماع مجموعة واسعة من قادة الجاليات اليهودية، بمن فيهم ممثلون عن حركة “حباد”، والاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية، ورابطة مكافحة التشهير، والاتحاد الأرثوذكسي، واللجنة اليهودية الأمريكية، ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى، ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، ومنظمة أغوداث إسرائيل، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الأرثوذكسية في بروكلين. ولم يصدر تعليق فوري من متحدث باسم البيت الأبيض على طلب للحصول على توضيح.
وكان مهاجم بولدر المصري، طالب لجوء إنساني في الولايات المتحدة، وُلد محمد صبري سليمان، البالغ من العمر 45 عامًا، في مصر وانتقل قبل ثلاث سنوات إلى كولورادو سبرينغز، حيث كان يعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة، وفقًا لوثائق محكمة الولاية، وكان قد عاش سابقًا لمدة 17 عامًا في الكويت.
دخل سليمان إلى الولايات المتحدة في أغسطس 2022 بتأشيرة سياحية انتهت صلاحيتها في فبراير 2023، بحسب تريشا ماكلوغلين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي.
وقالت ماكلوغلين إن سليمان قدّم طلب لجوء في سبتمبر 2022، ومنح تصريح عمل في مارس 2023، لكن هذا التصريح انتهى أيضًا. ولم ترد الوزارة على طلبات للحصول على مزيد من المعلومات. وقد احتجزت السلطات الفيدرالية للهجرة زوجة سليمان وأطفاله يوم الثلاثاء (3 يونيو). وقالت كريستي نوم وزيرة الأمن الداخلي إن السلطات تحقق فيما إذا كانت عائلته على علم بخطته. ما الذي يُعرف عن تجاوز مدة التأشيرة في أمريكا؟
وسُجلت 565,155 حالة تجاوز لمدة التأشيرة من أكتوبر 2022 حتى سبتمبر 2023 بين الزوار الذين دخلوا الولايات المتحدة جوًا أو بحرًا، وهو رقم يتجاوز عدد سكان مناطق حضرية مثل رينو بولاية نيفادا أو تشاتانوغا بولاية تينيسي، بحسب أحدث تقرير سنوي لوزارة الأمن الداخلي. العدد الإجمالي لحالات التجاوز أكبر من ذلك بكثير، لكنه لم يُحدد بعد لأنه لا يشمل الأشخاص الذين يدخلون البلاد أو يغادرونها برًا.
وتُعد تكاليف وصعوبات تطوير نظام تتبع للمغادرة عبر المعابر البرية المزدحمة ضخمة للغاية. وبلغت نسبة تجاوز التأشيرة للمصريين الحاصلين على تأشيرات سياحية أو تجارية 4% في عام 2023، وهي نسبة منخفضة مقارنة ببعض الدول ذات النسب الأعلى مثل تشاد (49%)، ولاوس (34%)، والسودان (26%).
وتُقدّر الدراسات الأكاديمية أن نحو 40% من المقيمين بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة هم ممن تجاوزوا مدة تأشيراتهم، لكن من الصعب الحصول على أرقام دقيقة.
ونشرت وزارة الأمن الداخلي في عام 2016، لأول مرة منذ ما لا يقل عن عقدين عدد من تجاوزوا التأشيرات.