أعرب السفير البرتغالي بالقاهرة روي تيرينو ، عن فخره الكبير بالمناسبة الوطنية التي تحييها بلاده هذا العام، مشيراً إلى أن عام 2025 يحمل رمزية خاصة، باعتباره عاماً حافلاً بالذكريات التاريخية التي شكلت ملامح الجمهورية البرتغالية الحديثة.

وقال السفير، في كلمته الرسمية خلال الاحتفال بالعيد الوطني للبرتغال، إن الاحتقال هذا العام بالذكرى الخمسين لأول انتخابات ديمقراطية بعد الثورة البرتغالية في 25 أبريل 1974، وهي الثورة التي أرست دعائم الديمقراطية في البلاد وأعادت السلطة إلى الشعب. 

وأضاف: “نحتفل كذلك بالذكرى الخمسين لاستقلال مستعمراتنا السابقة في أفريقيا، وهي لحظة تاريخية تعكس التكاتف الذي حصل بين شعوبنا وحركات التحرر الوطني، حيث أصبحنا أحراراً معاً”.

وتابع السفير: “يزداد احتفال هذا العام بهجة، لأنه يتزامن مع الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البرتغال وجمهورية مصر العربية، والتي بدأت رسمياً في 25 فبراير 1975، ومنذ ذلك الحين نمت هذه العلاقة وتطورت في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وواجهنا معاً العديد من التحديات العالمية من بينها التغير المناخي، وإدارة المياه، والتحول نحو الطاقة النظيفة”.

وأشار إلى أن الحوار السياسي بين البلدين يشهد زخماً كبيراً على صعيد القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك، معرباً عن تطلع بلاده لاستكمال أعمال اللجنة المشتركة قريباً، بما يُسهم في إطلاق مبادرات جديدة تعزز التعاون الاقتصادي وتزيد من حجم التبادل التجاري والاستثمار.

وعلى المستوى الثقافي، ثمّن السفير البرتغالي التعاون الأكاديمي القائم بين قسم اللغة البرتغالية في إحدى الجامعات المصرية وجامعة بورتو والمعهد الثقافي البرتغالي، مشيراً إلى أن هذا التعاون أثمر عن أنشطة متميزة من بينها احتفال طلاب القسم بيوم اللغة البرتغالية في 5 مايو. وأضاف: “نحن ممتنون للسلطات الأكاديمية المصرية على التزامها بتعزيز هذه الشراكة، ونؤمن أن استمرار التعاون الأكاديمي والعلمي من شأنه أن يعمق العلاقات بين البلدين”.

ولفت إلى أن البرتغال ترى في التعاون مع دول العالم الناطقة بالبرتغالية والدول الإيبيرية-الأمريكية في القاهرة منصة مهمة لتعزيز الروابط الثقافية، مؤكداً أن هذا النسيج الدولي يشكّل بيئة خصبة للتواصل وتبادل الخبرات.

وفيما يخص العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، قال السفير إن بلاده ملتزمة بدعم اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، وتشارك في دعم رؤية مصر 2030 للاستقرار والنمو المستدام.

 وأضاف: “نؤمن بضرورة العمل المشترك من أجل أجندة إيجابية تقوم على الاستقرار والازدهار، وتعزيز الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص”.

وأشار السفير البرتغالي إلى الأوضاع الإنسانية في عدد من مناطق النزاع، قائلاً: "نرفض الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الاحتلال والقتل الممنهج والتجويع والتهجير القسري للسكان المدنيين في قطاع غزة".

وأضاف أن الأمم المتحدة منحت في 2020 وسام الاستجابة الطارئة تقديراً للجهود الإنسانية التي بُذلت، مشيراً إلى أن الوقت الحالي يتطلب التزاماً غير مشروط بالقانون الإنساني، والعمل على صون القيم الإنسانية في وجه الانتهاكات.

وأشاد السفير بدور المنظمات الدولية وغير الحكومية مثل الهلال الأحمر، والصحفيين العاملين في مناطق النزاع، مؤكداً أهمية الدفاع عن القانون الدولي، قائلاً: “إذا لم ندافع عن القانون، فإننا نمنح الشرعية للعدوان”.

كما دعا إلى التمسك بقرارات مجلس الأمن، لاسيما القرار رقم 2728، مشيراً إلى أن البرتغال لطالما لعبت دوراً محورياً ضمن الأطر الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي، وضمن الجهود الدولية الرامية لحماية حقوق الإنسان والبيئة، حيث كانت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية التنوع البيولوجي البحري خارج الولاية الوطنية (BBNJ).

واختتم السفير البرتغالي كلمته بالتأكيد على التزام بلاده بالحوار الشفاف والتعاون الفعّال مع مصر، ومع المنظمات الدولية والإقليمية، بما يخدم تعزيز العلاقة الثنائية بين البرتغال ومصر، قائلاً: “نأمل أن تستمر هذه الصداقة وتزدهر، وأن نعمل معاً لما فيه خير بلدينا… إن شاء الله، أو كما نقول بالبرتغالية: Herança Portugues"

حضر الحفل عدد من السفراء ، بينهم الأردن، سلطنة عمان، السودان، باكستان، العراق، بلجيكا، كولومبيا، رومانيا، ايطاليا، إسبانيا، اوكرانيا، أرمينيا، الكاميرون، سويسرا، ألبانيا، التشيك، مالطا، النمسا، ماليزيا، سلوفاكيا، الاتحاد الأوروبى، إستونيا،  بلغاريا، البرازيل، سلوفينيا، كندا، افريقيا الوسطى، فنزويلا، شيلى، أذربيجان، الإكوادور، بالإضافة إلى مدير مكتب الأمم المتحدة لدي مصر.