فى فيلم " غزل البنات " أستوقفنى مشهد رائع للراحل العبقرى نجيب الريحانى ...عندما ذهب مع ليلى مراد الى أحدى الصالات لتسهر مع حبيبها " محمود المليجى "...عند دخوله خلعت هى البالطو الخاص بها ..وخلعت له العاملة الطربوش ..أستشاط غضبا وصرخ فيها " هاتى الطربوش " فطلبت منه الهدوء وقالت له سوف تعيده اليك عند خروجك ...قال : أخاف يضيع الطربوش وأخرج بدونه الى الشارع ...ويصبح الامر فضيحة و مصيبة ...ضحكت وقلت ترى لو رأى نجيب الريحانى أوضاعنا حاليا وملابس عصرنا ...كيف تكون ردة فعله تجاه ما نحن فيه ...القصص والأفلام القديمة تجعلنى أشعربفجوة كبيرة فى بركة الوقت التى كانت تتيح عمل أى شىء بهدوء وأتقان ومتعة
أما حاليا نحن نعيش فى عصر أهم سماته هى .. اللمسة "التاتش" فى كل شىء ...شعارنا " أنجز,, ولخص" عصر أبتدع فيه الشباب لغتهم الخاصه التى تسمى فرانكو آراب ...أختصارا للوقت والكتابة... أسلوب تفاهم وتواصل يتناسب مع تويتر والواتس آب ..حيث عدد الحروف محدد لا يمكن أن تتخطاه يجب أن تكون افكارك بحجم الفراغ المحدد لك..
التى شيرت أهم قطعة ملابس فى خزانه أى شخص ..تناسب أى جنس أونوع أوعمر ...الجميع يفضل ارتداء التيشرت ..ربما لأنه لا يحتاج الى كى ...وأيضا ..يمكن طباعة أو أختيار أى صورة أو شعار تناسب شخصية من يرتديه ...مما يجعله شبيه بالبروفايل الخاص
لو ذهبت الى أى مول تجارى سوف تدور وتلف حول نفسك حتى تجد مكانا شاغرا فى قاعات الطعام ..." الفاست فوود " الوجبات السريعه التى أصبحت أسلوب هوس لدى الكثيرين رغم تحذيرات الاطباء ومتخصصى التغذيه ..ورغم أمراض السمنة والبدانه التى أنتشرت الا أنها فرضت وجودها بشكل خطير ...
حياتنا اصبحت تشبه الوجبات السريعه ...يتم تجهيزها بسرعه والتهامها بصورة اسرع والمخاطر كبيرة نراها على صور موت مفاجىء ونسب طلاق عاليه...حياة كلها مكسبات طعم ولون ومواد حافظة.
