05 - 06 - 2025

قصة كوبري "أبو تشت" التي لا تنتهي منذ 2000 يوم في قنا

قصة كوبري

رغم مرور أكثر من 2000 يوم ويزيد على موافقة الحكومة على الطلب المقدم إلى وزير النقل، برغبة برلمانية حينها من عضو مجلس النواب بشمال قنا النائب "عصام عبدالله سليم"، إلا أن قصص وحكايات وحتى نكات كوبري "أبو تشت" العلوي بشمال قنا لا تنتهي أبدًا.. رحلت حكومات ومحافظون ولا زال للحديث بقية..

قصة هذا "الكوبري" الذي خصصت له وزارة التخطيط في زمن د. هالة السعيد وزيرة التخطيط 92 مليون جنيه، وأسندته بالأمر المباشر لشركة مقاولات، ثم لهيئة الطرق والكباري، بدأت برسوم هندسية أثارت سخرية صفحات التواصل، بحيث تم تصميمه بزيادة تكاليف 50% من المتوقع، بامتدادات وهمية ليست الا من خيال من صممه.

رغم هذا شرعت الشركة المنفذة في عمل "خوازيق أرضية"، و"مسطحات خرسانية"، وما إن بدأ يظهر على الأرض حتى توقف العمل به، وانتقلت المحافظة ووزارة النقل للعمل على إقامة كباري "الرياح – فرشوط – أبو شوشه"، ومعظمها انتهى تقريبًا، وبعضها تم افتتاحه، ولا زالت نسبة تنفيذ كوبري أبو تشت تراوح الـ 15% دون سبب، ودون أي تدخل لإنقاذ المدينة ذات المليون نسمة، والتي تم شطرها إلى قسمين، لا يمكن المرور بينهما إلا عن طريق سرداب أقامته الوحدة المحلية هنا بإشراف المحافظة، وبفكرة لا تخرج من طالب بالصف الأول من الثانوي الصناعي، بعرض 210 سم فقط، ولا يمكن للسيارات المرور به إلا لنوع معين، وأيضًا مهارة السائقين، وإلا قد يجد من يمر نفسه في ترعة مجاورة لها، السرداب لا يفصلها عنه سوى حافة ترابية عرضها 15 سم فقط.

الطريف أن وزارة النقل رفعت تكلفة الكوبري بعد تعويم العملة وارتفاع الحديد والأسمنت، من 91 مليون إلى 174 مليون، ثم إلى 254 مليون، ثم إلى 312 مليون، وحاليًا التكلفة المطلوبة لإنجازه تتجاوز الـ 400 مليون جنيه. 

مزار لكل "عبده مشتاق"

هذا المكان بات المزار الرسمي لكل مشتاق لدغدغة مشاعر المواطن هناك، أو التصوير عليه، أو لكل شخصية تتمنى رضا المواطنين، وخاصة مع موسم الانتخابات، وبات مقصدًا يوميًّا لكل باحث عن شهرة، أو مخاطبة العامة وإيهامهم بأنه مهتم، وباتت صفحات التواصل لا تخلو يوميًّا من "بوست الكوبري" مع صورة لمعاليه وهو ينظره بحسرة تشبه كثيرًا جدًّا حسرة "أحمد زكي" في فيلم الهروب. 

سؤال لوزارة النقل 

هل كان يجب على الوزارة أن تتدخل بالحديث عن إعادة العمل مع موسم الانتخابات، ومنح تصريحات إعلامية أو نيابية لمن يريدها هنا وهناك، وكأنها هدايا انتخابية انتهى عصرها وترفضها القيادة السياسية من الأساس، والتي تتحدث أن همها ومقصدها "المواطن.. المواطن فقط وخدمته دون وسيط"؟ 

وأما عن تصوير طن حديد هنا وهناك، هو في النهاية لا يخاطب إلا من يريد أن يقتنع فقط بما يتم تسويقه إليه. والحقيقة أن قصة هذا الكوبري باتت تتطلب تدخلًا حقيقيًّا من رئيس الحكومة.

مسؤولو قنا والكوبري 

رغم مرور 11 شهرًا على حركة المحافظين بقنا، لا أتذكر أن قام محافظ قنا بزيارته، وإن حدثت مرة فهي عن بعد وفي "الظل" خشية الشمس الحارقة، وضمن جولة لمدينة لم يزرها من الأساس في 331 يومًا سوى مرة ونصف تقريبًا، وبخط سير يعرفه كل مواطن هناك.

وناهيك عن زيارات لباقي مسؤولي المحافظة، تبدأ وتنتهي عند المركز التكنولوجي، وملفات التصالح على المباني، والتقنين، والتصوير لزوم التصوير، ومغادرة المدينة سريعًا، وعلى أن تكون الزيارة يوم سبت وفي الثانية ظهرًا! والتفسير عند منظمي هذه الزيارات.