04 - 06 - 2025

روسيا تنزف في عقر دارها.. أكبر خسارة جوية منذ بدء الحرب مع أوكرانيا

روسيا تنزف في عقر دارها.. أكبر خسارة جوية منذ بدء الحرب مع أوكرانيا

تواجه المؤسسة العسكرية الروسية حاليًا حالة من الارتباك والحرج الشديد، بعد الهجوم الأوكراني المباغت الذي استهدف قواعدها الجوية في عمق الأراضي الروسية اليوم الأحد، فقد كشفت العملية عن ثغرات كبيرة في المنظومة الدفاعية الروسية، خاصة في قدرتها على اكتشاف واعتراض الطائرات المسيّرة في المناطق النائية.

وشهدت روسيا، اليوم الأحد، هجوماً جوياً واسعاً بطائرات مسيرة أوكرانية استهدفت عدة قواعد جوية عسكرية داخل الأراضي الروسية، وأسفر الهجوم عن خسائر كبيرة في الطائرات والمعدات العسكرية، واعتُبر من أقوى الضربات التي نفذتها أوكرانيا منذ بدء الحرب.

وكانت أوكرانيا أعلنت عن تنفيذ هجوم منسق استهدف خمس قواعد جوية روسية، من بينها قاعدة "بيلايا" الواقعة في منطقة إيركوتسك بسيبيريا، على مسافة تزيد عن 4000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

وبحسب مصادر أمنية أوكرانية، فقد تم تدمير أكثر من 40 طائرة حربية روسية، بعضها قادر على حمل رؤوس نووية، وأوضحت أوكرانيا أن العملية استغرقت قرابة عام ونصف من التخطيط، وتم تهريب الطائرات المسيرة داخل شاحنات مدنية، ثم أُطلقت من مواقع قريبة من القواعد المستهدفة.

من جهتها، وصفت وزارة الدفاع الروسية الهجوم بأنه "عمل إرهابي"، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الروسية تصدَّت لمعظم الطائرات، إلا أن بعضها أصاب أهدافه وتسبب بأضرار بالغة،
كما أعلنت السلطات الروسية عن إحباط "عملية إرهابية" كانت تستهدف العاصمة موسكو، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وقدّرت أوكرانيا الخسائر الناتجة عن الهجوم بأكثر من 7 مليارات دولار، نتيجة تدمير الطائرات والبنية التحتية العسكرية في القواعد المستهدفة، كما قامت وحدات أوكرانية بتفجير قطار عسكري روسي في منطقة ميليتوبول، بالإضافة إلى استهداف جسرين استراتيجيين، مما عطّل الإمدادات العسكرية الروسية بشكل مؤقت.

جاء هذا التصعيد الكبير قبل يوم واحد فقط من انطلاق جولة جديدة في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، المقررة غدًا في مدينة إسطنبول.

ورغم التوترات، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مشاركة بلاده في المفاوضات، معرباً عن أمله في التوصّل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وفي سياق متصل، حذر رئيس هيئة الأركان الألمانية من احتمال قيام روسيا بشن هجوم على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال السنوات الأربع المقبلة، داعياً الدول الأوروبية إلى رفع جاهزيتها الدفاعية.

ورغم التقدم الكبير الذي طالما تباهت به موسكو في مجال الدفاع الجوي، إلا أن نجاح أوكرانيا في الوصول إلى قواعد استراتيجية داخل سيبيريا وعلى بعد آلاف الكيلومترات من خط المواجهة، أظهر ضعفاً مقلقاً في منظومة الأمن العسكري الروسي، فقد أضعفت هذه التطورات من هيبة الجيش الروسي أمام الداخل والخارج، وأثارت تساؤلات داخلية حول كفاءة القيادات العسكرية ومدى جاهزية القوات لحماية العمق الاستراتيجي للبلاد، في وقت تستعد فيه روسيا لمفاوضات سلام قد تُفرض عليها من موقع أضعف مما كانت تأمل.