08 - 06 - 2025

في عيد دخول المسيح أرض مصر: البابا تواضروس يترأس سيامة ٨ أساقفة جدد ويعلن مبادئ الخدمة الرعوية

في عيد دخول المسيح أرض مصر: البابا تواضروس يترأس سيامة ٨ أساقفة جدد ويعلن مبادئ الخدمة الرعوية

في أجواء احتفالية روحانية مهيبة، شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية صباح اليوم سيامة ثمانية أساقفة جدد، بيد قداسة البابا تواضروس الثاني، خلال القداس الإلهي لعيد مجيء السيد المسيح والعائلة المقدسة إلى أرض مصر. وجاءت السيامة بمشاركة 110 من الآباء المطارنة والأساقفة، ووكيلي البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، وعدد كبير من الآباء الكهنة والرهبان وممثلي شعب الكنائس التي سيم لها الأساقفة الجدد.

بدأت مراسم السيامة عقب قراءة فصل "الابركسيس" بحسب التقليد الكنسي الذي يربط بين خدمة الأسقف وعمل الرسل، حيث دخل موكب الآباء الرهبان الثمانية وسط ترتيل خورس الشمامسة للحن "تي جاليلي آآ"، واستُقبلوا بفرحة شعبية بالغة عبّر عنها المصلون بالتصفيق والزغاريد.

وقال البابا تواضروس في كلمته قبيل السيامة:

- "سيامة الأساقفة تأتي بعد الابركسيس، لأنهم امتداد لعمل الآباء الرسل الذين أرسلهم المسيح. ومن هنا تكتسب الأسقفية جلالها وقيمتها العالية".

وعقب صلاة الشكر، تلا المطارنة والأساقفة صيغ التذكية لكل راهب مرشح، قبل أن يتم طقس السيامة بوضع الأيدي على رؤوسهم، بينما كان البابا يعلن الاسم الأسقفي الجديد ثلاث مرات باسم الثالوث المقدس.

الأساقفة الجدد الثمانية هم:

1. الأنبا باخوميوس: أسقفًا ورئيسًا لدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي.

2. الأنبا كاراس: أسقفًا لإيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية.

3. الأنبا مينا: أسقفًا لإيبارشية برج العرب والعامرية.

4. الأنبا بقطر: أسقفًا لإيبارشية ديرمواس ودلجا.

5. الأنبا ديسقورس: أسقفًا لإيبارشية جنوبي ألمانيا ورئيسًا لدير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ.

6. الأنبا أولوجيوس: أسقفًا عامًا لكنائس عين شمس والمطرية وحلمية الزيتون.

7. الأنبا أثناسيوس: أسقفًا عامًا لكنائس حدائق القبة والوايلي والعباسية ومنشية الصدر.

8. الأنبا إغناطيوس: أسقفًا عامًا معاونًا للأنبا شاروبيم بإيبارشية قنا.

كما شهدت صلوات عشية أمس إعلان تجليس نيافة الأنبا إيلاريون على كرسي إيبارشية البحيرة وتوابعها

واختتم البابا الطقس بتقديم "وصية الأب الأسقف"، ثم التقطت الصور التذكارية مع أعضاء المجمع المقدس، وتسلّم كل أسقف عصا الرعاية من يدي قداسة البابا، وسط ترديد لحن "خريستوس آنيستي" وزغاريد الحضور.

 ٩ مبادئ للأسقف والخادم

خلال عظة القداس، تحدث البابا تواضروس عن أهمية السيامة الكهنوتية التي تأتي في سياق احتفالات الكنيسة بقيامة المسيح وصعوده ومجيئه إلى أرض مصر، قائلاً:

- "اليوم نضيف إلى فرحتنا فرحة سيامة ثمانية من الآباء الأساقفة، وتثبيت نيافة الأنبا إيلاريون، وهذه نعمة كبيرة للكنيسة".

وانطلاقًا من آية إنجيل القداس "اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً" (يو ١٦: ٢٤)، قدّم قداسته تسعة مبادئ اعتبرها بمثابة "دستور رعوي" للأساقفة والكهنة والخدام، منها:

أن المسيح هو القائد الحقيقي للكنيسة، والأسقف مجرد أداة طيّعة في يد الله.

أن الاتضاع هو الحارس الحقيقي للنعمة والموهبة.

أن الراعي لا بد أن يشبع شعبه روحيًا وكنسيًا ونفسيًا.

التحذير من محبة المال وتجنب الانشغال بالغيب والغيبيات.

ضرورة الثبات في الحياة الروحية والاهتمام بالفقراء والضعفاء واليتامى.

وأكد البابا أن هذه المبادئ مستمدة من الروح الإنجيلية ومن حياة السيد المسيح نفسه، وأن نجاح الخدمة يعتمد على التواضع، والطاعة، والقدرة على حمل المسؤولية بروح المحبة والرعاية.

واختتم كلمته بدعوة الآباء المطارنة لتوجيه الأساقفة الجدد لزيارة الإيبارشيات المختلفة لاكتساب خبرات رعوية ميدانية، إلى جانب ما حصلوا عليه من تدريب نظري في دورة التدبير الأخيرة. كما طلب الصلاة من أجلهم خلال فترة صوم الرسل، بوصفه صومًا خاصًا بالخدمة والرسل والرعاة.

بعد انتهاء طقس السيامة، طاف الأساقفة الجدد أرجاء الكاتدرائية في موكب احتفالي، وسط ترانيم الفرح وهتافات الحاضرين، في مشهد يعكس حيوية الكنيسة القبطية واستمراريتها في تجديد قيادتها الروحية وفق تقاليدها الأصيلة.

سيامة اليوم لم تكن فقط لحظة كنسية رسمية، بل جسدت روحًا جماعية من الفرح، والامتداد، والاستعداد لخدمة أعمق في ربوع مصر والمهجر، وأكدت أن كنيسة الشهداء لا تزال تنبض بالحياة والخدمة والرجاء.