فى هذه الأيام الصالحات، قد سَرَّنا إطلاق سراح الأستاذ أحمد الطنطاوى عضو النواب ومرشح الرئاسة المحتمل سابقًا، وإن الأشباه بالأشباه تُذكر، فقد ذكرنى خروج الطنطاوى من محبسه بمرشح رئاسى أسبق هو اليوم رجل طاعن فى السن (٧٤ عامًا) اسمه عبدالمنعم أبو الفتوح، وأزعم أنه كان رجلًا صادق اللهجة، جلىّ الظاهر والباطن، وإنى لازلت أذكر له محاورته وأحد المذيعين وهو فى لندن قبل سويعات من رجوعه إلى القاهرة، وقد سأله المذيع عن محاذير رجوعه إلى مصر، فأجابه: إنه يفضل سجن أبو زعبل بمصر على الإقامة فى لندن! وقد أنجزت له الدولة المصرية أمنيته، فاستُقبل من لندن فى ٢٠١٨ إلى سجنه الذى لم يفارقه إلى اليوم وقد انتصف ٢٠٢٥! لقد خرج أبو الفتوح من مصر إلى مؤتمر فى لندن تحت أعين رجال الدولة، ولم يكن يتوقع من أهله التنكيل به وهو فى هذه السن، فماذا لو أخلى سبيله بضمانات ومواثيق تؤخذ عليه؛ ليدرك ما بقى له من العمر وهو فى أهله؟! فإن مقامه أو وفاته فى محبسه هو وأشباهه ممن هم فى هذه السن أضر على الدولة المصرية من العفو عنهم وإخلاء سبيلهم مع الضمانات والشروط.
ولا يجدر بنا هنا أن نذكر أهل الشهرة لشهرتهم وذيوع صيتهم وننسى ألوفًا غيرهم ممن لم ينالوا حظهم من الشهرة، لكنهم عند أهليهم وبنيهم نابهين غير خاملين، وكثير منهم لم تلوث يده بدم مصرى، ولا هو أفسد ولا خرَّب ولا تآمر، فعلامَ طول الحبس وإلامَ المضض؟! وماذا على الدولة المصرية لو أعادت النظر فى شأنهم، وأخذت عليهم ما تشاء من الشروط والعهود ثم أطلقت سراحهم، فإننا فى هذه البقعة المضطربة وفى هذا الزمان المائج أحوج ما نكون أن نرمم مجتمعنا حتى يكون بنيانًا واحدًا مؤتلفًا لا توهنه الشقوق، ولا تضعفه الثُّلَم، ولا تباعد بينه الصدوع، فإن عدونا يهابنا إذا تآلفنا، ويحسب لاجتماع كلمتنا كل حساب.
واللهَ أسألُ فى هذه الأيام الصالحات أن يتم على مصر السرور، وأن يقر كل عين بحبيبها.
----------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]