29 - 03 - 2024

شعب "جاهل"

شعب

تمهل قليلًا... قبل أن تبدى استغرابك من العنوان، أو اتهامى أننى تجرأت ووصفت شعبنا العزيز بالجهل، تمهل قليلًا.. تذكر معى ليلة أمس وأنت جالس على القهوة، لتلقى بهموم يوم ممل من العمل وزحام المواصلات، عندما طرح صديقك السؤال اليومى، "وبعدين فى البلد دى، مفيش شغل، مفيش فلوس، الدنيا حالها واقف.. ايه الحل؟"، هل تذكرت الأجابة التى القيتها عليه؟، أم أنك ما زلت مصر على اتهامى.

"البلد حالها مش هينصلح غير لما الناس تبقى كويسة، المشكلة فى الشعب، فاهم الحرية غلط، فاهم الديمقراطية غلط، شوف بيصرف فلوس آد ايه على الموبايل، شوف العربيات، وفى الآخر يقولك مفيش فلوس.. شعب جاهل"، أظنك تذكرت اجابتك على صديقك، نعم كانت هذه اجابتك، ولكن ليس وحدك من يتحدث هكذا، الأغلبية ترى أن المشكلة ليست فى الرئيس ولا الحكومة ولا السلطة، الجميع يرى أن المشكلة ليست فى "مبارك، ومرسى، والسيسى"، المشكلة فى الشعب هكذا تروجون.

دائما الشعب متهم، يتناسون أو يتجاهلون، أو هكذا يخططون، أن يكونوا فى صورة المصلح الذي جاء من أجل نجدة الوطن، فى الإعلام، أو هكذا يسمونه، يخطفون العقول ويسممونها بما لذ وطاب من "تفاهات"، يحاصرونه داخل المنزل وخارجه.. فى المواصلات لا بد أن تنسى أنك إنسان، حتى تصل عملك بكل آمان، فى العمل أما أن تكون منافقًا، أو ليس لك مكان، الرشوة بقت "إكرامية"، و"الإكرامية" عشان مصاريف العيال، فى المستشفيات، إذا لم تكن تملك الأموال، فلا داعى للذهاب، أحدثك عن التعليم، يقولون عنه الأساس، فما بالك بحال شعب ليس له أساس.

يامن تتهموننا بالجهل، أنتم سبب الداء، والدواء ربما يكون قريبًا، وربما يكون بعيدًا ولكنها آت، اسألوا مبارك، ماذا فعل فى "التعليم، الصحة، الإعلام"، اسألوه ماذا فعل فى المساواة، اسألوه ماذا فعل فى الفساد، اسألوه عن مصير العدل فى بلد فقد شعبها الحق فى الحياة، إذا كان الشعب "جاهلا"، اسألوا من وراء جهله، من سمم عقله، وسلب صحته، وأهدر كرامته، وبعد ذلك اسألوا عمر بن الخطاب، عن المسؤل عن الرعية، وما هى مسؤليات الحاكم، وما هى مسؤليات الشعب، اسألوا من كان لا ينام وأحد من قومه جائع، يامن تبرئ الحاكم، من انتشار الفساد، وانهيار القيم والإخلاق، يامن تتهم شعبك أنه السبب فيما وصل له الحال، تذكر أن هناك دولة تحكم الجهلاء.

لا تحزن أنا لم أقصد أن اصف شعبى بالجهل أو الغباء، الحقيقة أن من يقف وراء تلك الوصف هم الجبناء، تذكر حديثك أمس أثناء جلوسك على "القهوة"، وراجعه وتدبر لعلك تصل لجواب

مقالات اخرى للكاتب

هل تعاني من ارتفاع الأسعار؟.. انتظر هناك المزيد





اعلان