ترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، مساء أمس، قداس عيد القديسة ريتا – شفيعة الحالات المستعصية – وذلك في كنيسة السيدة العذراء سيدة الكرمل للآباء الفرنسيسكان بمنطقة بولاق أبو العلا بالقاهرة، وسط مشاركة روحية واسعة من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين.
شارك في القداس القمص بيشوي فوزي، الوكيل البطريركي، والأب فريد كمال الفرنسيسكاني، راعي الكنيسة، إلى جانب عدد من الآباء الكهنة ورجال الإكليروس.
وفي عظته، هنأ البطريرك الحضور بعيد القيامة المجيد، الذي تظل الكنيسة تحياه في سر الإفخارستيا، كما باركهم بحلول زمن الخمسين المقدسة واقتراب عيد الصعود. وتوقف في تأملاته عند سيرة القديسة ريتا، مشيرًا إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهتها في حياتها، ومؤكدًا أن "القداسة ليست غياب الخطية، بل هي انفتاح دائم لنور الله ومشيئته وعمله في القلب، لتطهير الفكر والنية والسلوك".
وأضاف أن "الكتاب المقدس يدعونا جميعًا إلى القداسة، لأنها مشاركة في قداسة الله نفسه"، مستشهدًا بكلمات الرسالة الأولى للقديس بطرس: "كونوا قديسين لأني أنا قدوس." (1 بط 1: 16). كما شدد على أن مسيرة القداسة تبدأ من الأسرة، حيث تُزرع بذور الإيمان الحقيقي وتُعاش المحبة المسيحية.
وتأمل البطريرك في بعض المحطات المؤثرة من حياة القديسة ريتا، مبرزًا من خلالها مفاهيم صحيحة وعميقة حول القداسة ودعوتها لكل مؤمن، لا سيّما في زمن تتزايد فيه التحديات الروحية والإنسانية.
وفي ختام القداس، عبّر الأب فريد كمال عن شكره العميق للبطريرك، ولجميع الآباء الكهنة، ولجميع الحضور من مختلف الكنائس والجماعات الرهبانية، مثنيًا على كل من ساهم في إنجاح هذا اليوم المميز.
واختتمت الاحتفالية بتكريم خاص للسيدات والفتيات اللواتي يحملن اسم "ريتا" و"مارجريت"، تبعته تلاوة الطِلبة المخصصة للقديسة ريتا، قبل أن ينطلق التطواف الاحتفالي الذي شارك فيه الحاضرون، حاملين تمثال وأيقونة القديسة، وسط أجواء من الإيمان والرجاء، متضرعين بشفاعتها من أجل الحالات المستعصية في حياة كل إنسان.