23 - 05 - 2025

"طرالامبو" يلهو بالبيت الأبيض !

ما فعله ترامب مع رئيس جنوب إفريقيا ، تكرار لما سبق له أن قام به خاصة مع زيلينسكي والملك عبد الله ملك الأردن ، هو عار علي الولايات المتحدة الأمريكية .

فلا يصح استخدام اللقاء البروتوكولي لإثارة موضوعات خلافية ، لأن مناقشة مثل هذه الموضوعات تكون ضمن أجندة متفق عليها للمحادثات الثنائية بعيدا عن الكاميرات .

ومن ناحية أخري ، أثق أنه كان يستخدم بيانات كاذبة دسها عليه ديدان صهاينة ينتشرون في مفاصل الإدارة الأمريكية ، وثقتي في كذبها بناء علي معلومات يقينية عن الوضع الدستوري والقانوني والسياسي تحصلت عليها حين شغلي لمنصب مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية ، ومن خلال لقاءات وأحاديث وزيارات متنوعة لجنوب إفريقيا .

وأظن أن ترامب سيسجل في تاريخ أمريكا كأكثر الرؤساء كذباً ، وأكثرهم إضراراً بأمريكا التي فقدت مصداقيتها ومكانتها في العالم .

أتصور أن الشرق الأوسط لا ينبغي أن يعول كثيراً علي شخصية لا تحترم موقعها كرأس لأكبر دولة في العالم ، وربما ينبغي المشاركة ضمن تحالفات تتشكل حاليا في مختلف بقاع العالم لحصار " الظاهرة الأمريكية " .

وختاماً ، أرجو من الأصدقاء في جنوب إفريقيا أن يكشفوا علناً عن حجم الأكاذيب الترامبية ، وأن يعلن الإتحاد الإفريقي إستنكاره للموقف العنصري للرئيس الأمريكي ، والذي يبدو مدفوعاً من اللوبي الصهيوني لإيذاء جنوب إفريقيا بسبب موقفها المبدئي القانوني من انتهاكات الكيان الصهيوني للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .

ما فعله ترامب مع الرئيس الجنوب إفريقي المحترم ، هو إهانة متعمدة ضد القارة الإفريقية ، بل ومحاولة إجرامية لإثارة الفتنة العنصرية التي نجح نيلسون مانديلا في وأدها ، وتم حصارها دستورياً بعد نهاية حكم الأبارتيد العنصري .
---------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق

مقالات اخرى للكاتب