22 - 05 - 2025

كيفية مواجهة توتر الامتحانات ومضاعفاته

كيفية مواجهة توتر الامتحانات ومضاعفاته

يسود موسم الامتحانات في هذا الوقت من العام، نوبة من التوتر الناتج عن الاستعداد لامتحانات نهاية العام الدراسي؛ مما يؤثر بالسلب على أداء الطلاب وتركيزهم أثناء المذاكرة والامتحان، فيمكن أن يكون هذا التوتر ناتجًا عن عدم التحضير الكافي للامتحان، أو الخوف من الشعور بالفشل نتيجة فقد الثقة بالنفس، أو الضغوط البيئية وخاصة الأسرية، أو الرهبة المصطنعة التي تسهم فيها بدون قصد وسائل الإعلام، أو السعي إلى الحصول على درجات كاملة في الامتحان. فقد يؤدي توتر الامتحانات إلى الشعور بالصداع، وسرعة ضربات القلب، والتعرق الزائد، وضيق التنفس، وعدم انتظام النوم؛ وذلك نتيجة نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يؤدى إلى إفراز هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين في مجرى الدم، وكذلك نشاط محور غدة تحت المهاد والنخامية والكظرية، والذي بدوره يؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول في مجرى الدم، وقد ينتج عن ارتفاع مستوى الكورتيزول في الدم التأثير على غدة تحت المهاد والمسؤولة عن الذاكرة؛ مما يؤثر بالسلب على التركيز، وتخزين واسترجاع المعلومات، وضعف الأداء المثالي للذاكرة.

وقد يؤدي التوتر أثناء الامتحانات أيضًا إلى ضعف الجهاز المناعي، فقد ينتج عن ارتفاع نسبة الكورتيزول في الدم ضعف نشاط الخلايا المناعية القاتلة، وإنتاج السيتوكينات المضادة للالتهابات؛ مما يؤدي إلى ضعف القوة الدفاعية للجسم ضد الميكروبات المختلفة وخاصة الفيروسات، كما يؤدي إلى انحراف توازن خلايا تي المساعدة في اتجاه خلايا تي2؛ مما ينتج عنه خلل في النظام المناعي للجسم، ويجعل الجسم عرضة للحساسية المفرطة.

هذا بالإضافة إلى وجود علاقة وثيقة بين التوتر أثناء الامتحانات، والمشاكل الصحية للجهاز الهضمي، وحدوث الإسهال، وآلام في البطن، وعدم الرغبة في تناول الطعام؛ وذلك بسبب التأثير السلبي للتوتر على البكتيريا النافعة داخل الأمعاء.

ومن أهم العوامل التي يجب تجنبها للتغلب على توتر الامتحانات، هو البعد عن الغذاء الذي يحتوي على السكريات المفرطة، والوجبات السريعة، وكذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والتوقف عن التدخين، وتجنب الجلوس المفرط أمام الشاشات مثل: الكومبيوتر، والتليفون، والتلفاز، والبعد عن الضوضاء التي تشتت التركيز. أما عن الإجراءات الصحيحة التي يجب اتباعها للحد من التوتر، فتشمل: اتباع نمط حياة صحي مثل: اختيار الغذاء الذي يساعد على تعزيز الذاكرة والمناعة، مثل: الفواكه والخضروات الطازجة، وتناول الفيتامينات، مثل: فيتامين بي12، وسي، ودي، وشرب كميات كبيرة من الماء، والحصول على وقت كافٍ من النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًّا، والانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة التي تساعد على الاسترخاء والهدوء، وأخيرًا التواصل الاجتماعي وعدم العزلة. وفي النهاية فإن كل هذه الإجراءات، واتباع نمط الحياة الصحي السليم، قد يؤدي إلى تحسين التركيز، والتحصيل الدراسي، واسترجاع المعلومات، وزيادة مناعة الجسم ضد الأمراض.
-----------------------------------------
بقلم: د. هناء حمدي أحمد
أستاذة بقسم الهرمونات 
معهد البحوث الطبية والدراسات الإكلنيكية

مقالات اخرى للكاتب

وزير الطاقة الأمريكي : نرحب بالاتفاقيات المشتركة مع حكومة إقليم كردستان