22 - 05 - 2025

إسرائيل بين "الابتزاز" بمعاداة السامية و"الذبح" بمعاداة الإنسانية!

إسرائيل بين

على مدى العقود الماضية.. عودتنا آلة الدعاية الصهيونية، ومعها ماكينة صنع الدبلوماسية الإسرائيلية، في كل مرة تتعرض فيها "تل أبيب" لانتقادات دولية أو إقليمية؛ بسبب سياساتها العدوانية الدموية و العنصرية، أن تقيم الدنيا ولا تقعدها، إلى حد الابتزاز الرخيص، منذ تأليفها لمسرحية "المحرقة" المنسوبة إلى الزعيم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية أدولف هتلر، بإطلاق صفة "معاداة السامية" على كل من يتجرأ على انتقادها أو التنديد بسياساتها!!

وأحدثها ما جرى منذ ساعات في واقعة الشاب الأمريكي الذي أطلق النار على إسرائيليين اثنين، يعملان في سفارة تل أبيب بواشنطن، أمام المتحف اليهودى؛ تعبيرًا عن غضبه من مذابح نتنياهو وجنرالاته اليومية، وإجراءات التطهير العرقي، والحصار بالتجويع غير المسبوق، ونسفهم للبيوت والمستشفيات في غزة، على مدى أكثر من عام ونصف، ورفضه لسياسات بلاده الداعمة لتلك الجرائم ضد الإنسانية!!

والغريب المثير "للاشمئزاز والقرف" أن حكام تل أبيب يمارسون تلك "الابتزازات" باسم معاداة السامية، متناسين عن قصد أنهم بمسلسل جرائم القتل الجماعي والتخريب والتشريد ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض، سواء في غزة أو الضفة الغربية، على مدى عقود، إنما يجسدون على الأرض قمة "معاداتهم  للإنسانية" بكل قيمها وبمفهومها الأخلاقي العريض، ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق الدولية، متنكرين لكافة مبادئ القانون الدولي، و مناشدات المجتمع الدولي لهم بوقف تلك الإجراءات "الجائرة المنفلتة"، والتي لم تسلم منها حتى المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وعلى رأسها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، بعد نسف بعض مقراتها في غزة، ومنعها من توزيع وإدخال الغذاء والدواء لضحايا تلك الحرب المجنونة!!

إسرائيل تمارس أقبح أنواع الابتزاز للعالم باسم ما يسمى "معاداة السامية"، وترتكب أحط جرائمها بمعاداة صريحة وواضحة للإنسانية!!
------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي


مقالات اخرى للكاتب

إسرائيل بين