عقد السفير الألماني في القاهرة، يورجن شولتس، مؤتمره الصحفي الأول منذ اعتماده رسميًا، حيث عبّر عن سعادته بحفاوة الاستقبال في مصر، مشيرًا إلى أنه بدأ مهام عمله في أغسطس الماضي.
وفي بداية اللقاء، استعرض السفير شولتس، أبرز الملفات المشتركة المصرية الألمانية، مشددا على أن العلاقات السياسية بين مصر وألمانيا تمتد منذ سنوات، لكنها تشهد حاليًا زخمًا غير مسبوق، انعكس في عدد من الزيارات السياسية الرفيعة، مثل زيارة رئيس ألمانيا الاتحادية إلى القاهرة في سبتمبر الماضي، ثم زيارة رئيس ولاية “ساكسونيا”.
وأكد أن هذه الزيارات المتوالية تعكس عمق العلاقات الثنائية واستمرار الحوار وتبادل الرؤى، مشيرًا إلى لقاء جمع بالأمس بين وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي ونظيره الألماني، واصفًا إياه بأنه كان مثمرًا ويعكس الرغبة المتبادلة في تعزيز الشراكة السياسية بين البلدين.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أوضح السفير شولتس أن ألمانيا تُعد خامس شريك اقتصادي لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 5,5 مليار يورو.
وأشاد بالدور الفاعل الذي تؤديه الشركات الألمانية في مصر، مثل شركة “سيمنس” التي أقامت ثلاث محطات كبرى للطاقة، وشركة أخرى تعمل على تنفيذ مشروع خط سكك حديدية يربط شمال مصر بجنوبها.
وأضاف أن التعاون بين البلدين يشمل مجالات متعددة من أبرزها: الطاقة الجديدة والمتجددة، تحلية المياه، التعليم الفني والمهني، موضحًا أن حجم التعاون الإنمائي بين الجانبين يتجاوز مليار يورو.
كما نوّه بالدور الكبير الذي تلعبه السياحة الألمانية في دعم الاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن عدد السياح الألمان بلغ نحو 1.5 مليون سائح في العام الماضي.
وأشار شولتس إلى أن التعاون في ملف الهجرة غير الشرعية يمثل أولوية للطرفين، مؤكدًا أن التنسيق المشترك فيه يخدم مصلحة كل من مصر وألمانيا.
وأكد السفير الألماني على أهمية التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين، واصفًا إياه بأنه متشعب وعميق، مشيرًا إلى الاحتفالات التي أقيمت خلال السنوات الماضية بمناسبة مرور عقود على تأسيس المدرسة الألمانية ومدرسة الراهبات الألمانية في القاهرة، إلى جانب النجاحات الكبيرة التي تحققها الجامعة الألمانية بالقاهرة، والتي تضم اليوم نحو 18 ألف طالب وطالبة.
وأكد شولتس أن مصر تُعد الدولة الأولى عالميًا من حيث حجم التعاون التعليمي مع ألمانيا، مشيرًا إلى إعلان نوايا تم توقيعه العام الماضي لبناء 100 مدرسة ألمانية في مصر، وقد بدأ تنفيذ النموذج التجريبي لهذا المشروع الطموح، معربًا عن أمله في التوسع في هذا المجال خلال المرحلة المقبلة.