أدان الأزهر الشريف، بأشد العبارات اعتداء الاحتلال الصهيوني على وفد دبلوماسي ضم أكثر من 25 سفيرًا عربيًّا وأوروبيًّا، أثناء قيامهم بجولة ميدانية في محافظة جنين بالضفة الغربية المحتلة، للاطلاع على الأوضاع الإنسانية فيها، مؤكدًا أن هذا العمل صفحة سوداء جديدة في سجل من أسوأ سجلات التاريخ وأحلكها في تاريخ البشر.
وندد الأزهر الشريف باستمرار الاحتلال الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل تصاعد المعاناة الإنسانية غير المسبوقة، واستمرار الحصار الظالم الذي يحُولُ دون وصول الغذاء والدواء إلى ملايين المدنيين الأبرياء، فيما يُعد جريمة تاريخية كبرى مكتملة الأركان، تنتهك المواثيق الدولية، وما أجمعت عليه الأديان السماوية وكتبها المنزَّلة
وطالب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب المجتمع الدولي بأن يُنهيَ مرحلة “الكلام” ويبدأ في مرحلة العمل الفعلي والواقعي على الأرض، بتحمل مسؤولياته لإنقاذ أهالي غزة من كارثة إنسانية حقيقية، مطالبًا بممارسة أعلى درجات الضغط لفتح جميع المعابر، وتسهيل دخول المساعدات ، وأشاد بالنداءات التي يطلقها الاتحاد الأوروبي للمطالبة بإنهاء الحصار الإنساني عن غزة، وهو بصيص أمل وضوء خافت في نهاية النفق المظلم، وصرخة في عالم غُيِّب فيه الضمير الإنساني، واستبدَّت فيه لغة “المصالح والمنافع السياسية
كما استنكر فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، استهدافَ وفدٍ دبلوماسي دولي بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء زيارته لمدينة جنين الفلسطينية، معتبرًا أن هذا الاعتداء انتهاك صارخ للأعراف الدبلوماسية، وخرق فاضح للقانون الدولي، واعتداء سافر على حرمة العمل الدبلوماسي وكرامة الإنسان.
وأكد فضيلته أن هذا الحادث الأليم ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي دأبت عليها قوات الاحتلال، في تحدٍّ سافر للمواثيق الدولية والقرارات الأممية، وتصعيد خطير في نهجٍ عدواني ممنهج ضد كل ما هو إنساني وأخلاقي.
وأضاف أن ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم قتلٍ متعمَّد بحق المدنيين، وتجويعٍ ممنهج للأطفال والنساء، وتهجيرٍ قسريٍّ للأسر والعائلات، يمثل وجهًا بشعًا من وجوه الإبادة الجماعية، ووصمة عار في جبين الإنسانية الحديثة، مؤكدًا أن سياسة العقاب الجماعي، ومنع الغذاء والدواء، واستهداف البنية التحتية، لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة كانت، وهي مخالفة صريحة لكل المواثيق الدولية ولأبسط قيم الضمير الإنساني.
وأهاب مفتي الجمهورية بأحرار العالم وأصحاب الضمائر الحية أن يتحركوا لوقف هذه الجرائم الوحشية التي تندى لها الجبين، انطلاقًا من واجب الدين والضمير والإنسانية، كما يدعو فضيلته الدول والحكومات والمؤسسات الدولية إلى الاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية والقانونية في حماية المدنيين الفلسطينيين ومحاسبة المعتدين على حقوق الإنسان، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل قضية دين وأمة وحياة، مهما طال أمد العدوان، ومهما اشتدّ الحصار