21 - 05 - 2025

الدكتور أحمد فارس: تحالف مصر–الصين–العرب ضرورة لصناعة مستقبل مشترك أكثر تأثيرًا وتوازنًا

الدكتور أحمد فارس: تحالف مصر–الصين–العرب ضرورة لصناعة مستقبل مشترك أكثر تأثيرًا وتوازنًا

أكد الدكتور أحمد فارس، خبير العلاقات العربية والدولية، أمين عام الشؤون العربية والإفريقية بنقابة الصحفيين المصرية، خلال مشاركته في مؤتمر صحفي عقد اليوم في القاهرة للإعلان عن انطلاق أولى فعاليات منصة التبادل الإعلامي الصيني-العربي،، بحضور نخبة من الصحفيين الصينيين،  أن المشهد الإعلامي العالمي يشهد تحولات جوهرية، تجاوز فيها الإعلام دوره التقليدي ليصبح قوة استراتيجية تصنع الوعي، وتوجه القرار، وتؤثر في صورة الدول عالميًا.

وأشار فارس إلى أن التعاون الإعلامي المصري–الصيني، وما يتفرع عنه من شراكة ثلاثية تضم العالم العربي، يمثل نموذجًا متقدمًا لتحالف حضاري وإنساني قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، لافتًا إلى أن هذه الشراكة الإعلامية تأتي في وقت تتعاظم فيه الحاجة لبناء جسور تواصل حقيقية بين الشعوب، ومواجهة التحديات المشتركة كالإرهاب، والتطرف، وانتشار الأخبار الزائفة.

واستعرض فارس أبرز فوائد هذا التحالف، مؤكدًا أنه لا يقتصر فقط على تعزيز التفاهم الحضاري والثقافي بين الشعبين المصري والصيني، بل يفتح أيضًا آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية من خلال الترويج للمشروعات الكبرى وتوسيع نطاق الاستثمار، كما يتيح نقل الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة في مجال الإعلام من الصين إلى الدول العربية، بما يسهم في تطوير بنية إعلامية حديثة ترتقي بمستوى الأداء المهني.

وأوضح أن مصر، بما لها من ثقل جغرافي وسياسي وثقافي، تشكل بوابة استراتيجية للصين نحو العالمين العربي والأفريقي، وهو ما يعزز من دور القاهرة كمركز محوري للتحالف الإعلامي الثلاثي الذي يمكن أن يتوسع ليشمل مبادرات إعلامية وثقافية وتنموية أوسع نطاقًا.

وفي كلمته، دعا فارس إلى ضرورة استلهام التجارب الإعلامية الدولية الناجحة مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية، عبر الاستثمار في المحتوى المحلي الأصيل، وتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وتحليل البيانات، مؤكدًا أهمية تطوير الكوادر الإعلامية من خلال التدريب والتبادل الدولي، وتعزيز المصداقية ومكافحة التضليل الإعلامي.

وقدم فارس عددًا من المقترحات العملية لتفعيل هذا التحالف، منها: •إطلاق منصات إعلامية رقمية مشتركة متعددة اللغات تعكس الرؤى المصرية والعربية والصينية بعيدًا عن الروايات الغربية النمطية. •تأسيس مراكز أبحاث إعلامية وتقنية مشتركة تواكب تطورات الإعلام الرقمي. •تنظيم برامج تبادل وتدريب للكوادر الإعلامية بين الجانبين، بما يدعم نقل التكنولوجيا والخبرة العملية. •استثمار مشترك في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة الإعلام، خاصة في مجالات الترجمة الفورية والتحقق من الأخبار. •إنتاج محتوى إعلامي مشترك حول المبادرات التنموية الكبرى مثل “الحزام والطريق” والمشروعات العربية والأفريقية.

وفي ختام كلمته، شدد الدكتور أحمد فارس على أن التحالف الإعلامي المصري–الصيني–العربي يمثل ضرورة ملحّة في ظل التحديات المتصاعدة إقليميًا وعالميًا، مؤكدًا أنه تحالف مبني على حضارات عريقة وتطلعات مشتركة نحو مستقبل يسوده السلام والتنمية والتفاهم بين الشعوب.

ودعا إلى العمل الجماعي من أجل مشهد إعلامي جديد، أكثر توازنًا، يعكس صوت منطقتنا، ويخدم تطلعات الأجيال القادمة.