20 - 05 - 2025

كلام والسلام | مغارة الست الدكتورة

كلام والسلام | مغارة الست الدكتورة

في الأخبار .. أن سيدة أعمال وصاحبة جامعة خاصة وحاجات تانية كتير .. لا أعرفها.

قاموا بسرقتها ومن منزلها.. لصوص ليسوا بظرفاء، وكانت الحصيلة 50 مليون مصرى و 3 ملايين أخضر امريكانى و350 ألأف استرليني و 15 كيلو دهب متنوع.

واحتار الناس وأنا منهم .. في حجم تلك المسروقات، وكيف يتم عدها؟ والأهم في كم من السنوات يمكن صرفها؟.

ما بالك وتلك الأموال كانت فقط في منزلها العامر.. وإيه أخبار باقي الأموال والمنقولات في بنوك مصر وخارجها .. واللهم لا حسد .

وتساءل الخبثاء: من أين لها هذا؟ وهل ستخضع للمساءلة القانونية.. في حال رجعت فلوسها سالمة غانمة لبيتها العامر.. علي طريقة من أين لك هذا. تماما كما يحدث عندما يودع مواطن فقير كام ألف جنيه في بنك أو في بوستة .. أو تقوده قدمه لحتفه عندما يغامر بتغيير كام دولار بالبنك، أو يضبطوه داخلا وبالصدفة إلي مكتب صرافة.. فيفتشونه تفتيش أهالى، ويفرغوا جيوبه من عدة أوراق خضراء .. ومن أين لك هذا، سنصادرها .. حتى يظهر لك صاحب، أو راحت عليك يا أمور.

الخبر مستفز لملايين مثلي ومثلك.. يسألون الله حق النشوق، ويكدحون ليل نهار للحصول علي جنيهات قليلة، لا تغنى ولا تسمن من جوع، في ظل غلاء فاحش وأسعار لا ترحم، وطبقات اجتماعية اندثرت .. ودفن أهلها بالحياة. أو لأشخاص تحت خط الفقر من ذوى المعاشات، ممن ينتظرون رفع معاشاتهم نسبة الـ15 بالمائة بفارغ الصبر منذ شهور لمواجهة حياة لاترحم من دواء وغذاء.

وعيالهم الراقصين علي السلالم مابين مصاريف دراسة أو تمنيات لا تأتي من زواج، أو انتظار في طابور بطالة لايرحم، وهم مازالوا في عصمة آبائهم من ذوى المعاشات.. أو فقراء الوطن من عمالة موسمية تفترش أرصفة الشوارع والميادين في طول مصر وعرضها، وفي يد كل منها شاكوش أو مرزبة .. في انتظار عمل يأتيهم من عابر سبيل. أو بتوع تكافل وكرامة الذين منت عليهم حكوماتنا الرشيدة وزودت معاشهم أخيرا ليصل الي 900 جنيه. جنيه ينطح جنيه .. أي والله.

اللهم لاحسد ياحاجة ..

ولكن هل يقول لنا أحد من أين لها، ولأمثالها الكثر في بلدنا الآن، كل تلك الأموال وما خفي كان أعظم. وكم من التبرعات قدمتها، هى وأمثالها، للفقراء والمحتاجين .. في هذا البلد من مالها المصون؟. وكم من ضرائب دفعتها من أموالها للدولة بالضبط .

التساؤلات كثيرة .. ولكنها حكمة ربك وحده في كشف المستور، ولو كان بالسرقة من حرامي أو حرامية لا نعلم  عددهم، ولولاهم ماكنا علمنا شيئا عن المغارة وصاحبتها.

نتمنى أن تعود الأموال والمنقولات لصاحبتها، وأن تعطى الفقراء والمساكين في هذا الوطن جزءا منها إحسانا وصدقة .. وان تعلق  قبل ذلك خرزة زرقاء على جدران بيتها، و يافطة كبيرة بعبارة: ياناس يا شر كفاية قر.
-----------------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | مغارة الست الدكتورة