26 - 04 - 2024

الموجز. ..فى هذه النشرة

الموجز. ..فى هذه النشرة

تعلمنا فى الشئون السياسية بالإذاعة المصرية المسئولة عن إعداد نشرات الأخبار ومواجيز أهم الأنباء وعروض آخر الأنباء وتعليقات الإذاعة على الأنباء والتحليلات لأهم الأنباء. ..تعلمنا أن نعطي الأهمية البالغة لموجز النشرة الذى يبدأ دائماً بهذه العبارة فى هذه النشرة ثم يأتى العرض الموجز جدا لأهم الأخبار. ...تعلمنا من استاذنا الاذاعى الكبير ابراهيم وهبى نائب رئيس الإذاعة ورئيس الشئون السياسية رحمه الله. ..تعلمنا أن الموجز المحترم هو الموجز الذى يخلو من اللت والعجن وهو الموجز الذى لا يمكن شطب أو حذف كلمة واحدة منه فكل كلمة فيه تؤدى مهمة محددة فى إيصال المعنى بسلاسة إلى إذن المستمع بلا تقعر. ...وتعلمنا أيضاً منه أن الموجز الناجح هو الذى يحترم عقول المستمعين فلا يمنيهم بأخبار غير موجودة أساساً في النشرة
وتعلمنا أن الموجز الجيد هو الذى يبتعد عن التهويل فلا يصنع من الحبة قبة مثلما يبتعد عن التهوين وتحويل الغابة إلى شجرة......واوصانا الأستاذ إبراهيم وهبى رحمه الله بالاعتماد على وكالات الأنباء المحترمة المعروفة بالمهنية والإعتماد على المصادر المتعددة للخبر التى تسند بعضها البعض....والاعتماد على مراسلى الإذاعة الذين اشتهروا بالمهنية والاتزان والبعد عن التأليف. ....كما اوصانا بعدم الاعتداد بالمصادر التى تأتى بأخبار وروايات يرفضها العقل وتنبيء عن مرض أصحابها واختلالهم وفقدانهم للتواصل العقلى والنفسى. ....كان إبراهيم وهبى يحاسبنا على عدد كلمات الموجز والكلمات التى يمكن الإستغناء عنها والكلمات التى يمكن الاستعاضة عنها بكلمات أوضح فى توصيل المعنى والأهم يحاسبنا على مدى صدق الموجز فى التعبير عن النشرة المفصلة.
تذكرت كل ذلك وتجربتي فى الإذاعة المصرية وبالتحديد في إدارة الأخبار العربى التى التحقت بها بعد امتحان تحريرى وشفوى غاية فى الشفافية والنزاهة عام 1979 فور إنتهاء خدمتى العسكرية. ..وتذكرت أسماء كثيرة تعلمت منها مثل أسامة عبدالغنى ومحمد لبيب النجار وماهر رفاعى وزينب صالح وليلى زيدان وسهام محيى الدين وانور زاهر وقبل كل هؤلاء وغيرهم الأستاذ الإنسان إبراهيم وهبى. ....تذكرت موجز الإذاعة وفنونه وادبياته وقواعده المهنية وقد وقع فى يدى الموجز الذى يضم صفحات تشبه الصحيفة. ....وجدت البون شاسعا بين الموجز المذاع والموجز المقروء فالاخير مع الأسف ملىء باللت والعجن ويستمد اخباره وتقاريره ورواياته من أية مصادر حتى لو كانت بالغة الضعف والوهن ولا تستند لعقل أو لمنطق ويستخدم مانشيتات براقة ساخنه لجذب القارئ والذى لا يجد تحتها ما يؤكدها
الموجز المقروء بافتراء عجيب على المهنية حول التوضيح إلى إعتراف وحول الهلوسة إلى معلومات خطيرة. ....ما أحوجنا إلى أكثر من إبراهيم وهبى لإرساء المهنية والإرتقاء بها بعد أن أصبحت في خبر كان على يد من لا يعرفها أو من يتجاهلها عامدا متعمداً لاجندات خاصة.

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | ورحل الفتى علوان





اعلان