20 - 05 - 2025

في قنا.. الحديث متواصل عن موجات الإزالة الوهمية والاستقواء على منازل البسطاء

في قنا.. الحديث متواصل عن موجات الإزالة الوهمية والاستقواء على منازل البسطاء

مع استمرار الموجة الـ 26 من إزالة البناء على الأراضي الزراعية، وكذا أراضي أملاك الدولة، والتي أطلقتها وزيرة التنمية المحلية "منال عوض ميخائيل" قبل أسبوع من الآن..

لا زالت محافظة قنا، والتي تأتي في المركز الثاني على مستوى الجمهورية، من حيث التعديات على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة، بما يقارب - طبقًا لصور الأقمار الصناعية - الـ 50 ألف مخالفة، تقع فيها 71% بشمال محافظة قنا، وشكلت منها مدن "أبوتشت – فرشوط" ما يوازي 40% من التعديات على عموم المحافظة.

لا زالت هذه المحافظة صداعًا في رأس وزير التنمية المحلية لا ينتهي، ولا زال مكتبها يتلقى يوميًّا مئات الشكاوى من إزالة مبانٍ يمنع القانون إزالتها، واستمرار التعديات بمئات الأفدنة شهريًّا، دون أن تصل إليها يد الدولة، ولأسباب شرحها أصحابها في شكواهم.

ومن ناحيتها، لا زالت وزيرة التنمية المحلية تغض الطرف عن التدخل في هذه المحافظة، وسجلت إحدى الشكاوى للوزيرة حالة تعاطف شديدة، داخل أجهزة الوزارة ذاتها، وكانت لرجل معاق بالشلل، يبلغ من العمر 54 عامًا، من أبناء قرى مدينة "أبوتشت" بأقصى شمال قنا، ولا يملك منزلًا، ويعيش مع أسرته المكونة من 7 أفراد داخل غرفة والده المبنية من الطوب اللبن قبل 70 عامًا. الرجل ورث من والده المسن مساحة أرض لا تزيد عن 40 مترًا تقريبًا، وقام بالبناء عليها، وتقدم للتصالح بالمركز التكنولوجي هناك والتابع لوزارة التنمية المحلية، وقام بدفع رسوم التصالح وقيمته المقررة، وقدم ما يثبت كلامه من طلبات تصالح، وفواتير سداد مستحقاته. وبعد ثلاث سنوات، وفي منطقة يقع فيها ما يقارب 74 حالة تعدٍّ حديثة، قررت أجهزة محافظة قنا إزالة منزله، وتدمير حياته!! الرجل تقدم بشكوى للوزيرة ولرئيس الحكومة ضد مسؤولي محافظة قنا، وأيضًا تقدم للنيابة بشكوى ساخنة، وتم فتح التحقيق فيها مع المسؤولين، وعاد الرجل مجددًا وأسرته إلى غرفة والده ذات ال 9 متر والطين و "جريد النخل".

حكايات لا تنتهي، وخاصة في الظهير الصحراوي لمدينة أبوتشت، بداية من حدود محافظة سوهاج جنوبًا وإلى نهاية حدود مدينتي فرشوط ونجع حمادي، وباتت هناك كتل سكانية ومدن كاملة، جميعها تم بنائها على أراضي أملاك الدولة، وتحت نظر وسمع المسؤولين بقنا.

المواطنون قالوا "للمشهد" أنهم ذهبوا من أجل الشكوى لمحافظ قنا أو نائبه، ثلاثة أيام متتالية، وأنهم فشلوا حتى في الدخول لديوان محافظة قنا، والذي تحول إلى قلعة محصنة لا يمكن الدخول إليها إلا بمعجزة، ومصحوبة بتوصية. وهو عكس ما يحدث في محافظتي سوهاج والأقصر المجاورتين. وليس للمواطنين فقط، بل امتد الأمر لرجال الإعلام أيضًا.