18 - 05 - 2025

إلى متى إساءة استخدام ما في أيدينا من أوراق؟!

إلى متى إساءة استخدام ما في أيدينا من أوراق؟!

في ذروة فصول مسرحية "حصار ظالم" تقوده أمريكا على العراق، منع نقل ودخول الغذاء والدواء عن أهلنا بالعراق؛ بسبب "مزاعم باطلة" عن امتلاكه أسلحة نووية عام ١٩٩٥. أصدر مجلس الأمن الدولي ما سمي وقتها (برنامج النفط مقابل الغذاء) بموجب قرار رقم ٩٨٦، وهو برنامج يسمح للعراق بتصدير جزء محدد من نفطه؛ ليستفيد من عائداته في شراء الاحتياجات الإنسانية لشعبه، تحت إشراف الأمم المتحدة.

اليوم يتعرض سكان غزة لحصار أكثر من جائر، يواجهون خلاله أبشع عمليات الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، مع التجويع، والعطش، من المحتل الإسرائيلي، في ظل عجز عربي "كاشف فاضح" عن إدخال حتى (كسرة خبز أو قنينة ماء) إلى هؤلاء النازحين الفارّين من الموت فى الصحراء، والمطاردين من آلات الموت الإسرائيلية المدعومة من إدارة ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب، الذى قام بجولته في الخليج الأسبوع الماضي؛ لجمع الذهب والغلة، وكانت حصيلتها ثلاثة مليارات و٦٠٠ مليون دولار، ومعها طائرة "بوينج" هدية!

الغريب أن تلك المنح، والهبات، والعطايا، أهديت إليه مجانًا، فى الوقت الذي توقع أو قل "تعشم" المحاصرون في غزة و معهم المراقبون العرب، أن يقرن منح تلك الأموال بضغوط أمريكية تمارس على إسرائيل؛ لكي توقف عدوانها الذي يتم عامه الثاني بعد خمس شهور على غزة، مخلفًا نحو ٢٠٠ ألف شهيد، فضلًا عن ضعفهم من الجرحى، وحول القطاع إلى أطلال وخراب، بعد نسف وتدمير المستشفيات، وإخراجها من الخدمة، و٨٠ بالمئة من البيوت، والمساكن، ومعها البنية التحتية!!

كنا نطمع ونتوقع أن يرفع الإخوة في الخليج، وهم يمدون أيديهم إلى ترامب "الملهوف" على أموالهم - وهم بالقطع أحرار فيها وفي أوجه توجيهها - شعارًا إنسانيًّا نبيلًا ما أحوج أهلنا في غزة إليه، وهو (المال مقابل إدخال الغذاء)، وهو شعار لو تمسك به الإخوة حكام الخليج وتم تنفيذه، وأظنه كان قابلًا لذلك في ظل قيم ومبادئ "سياسة المصالح" التي تحكم العالم، كان سيحسب لهم اختراقًا ثمينًا، ويسطر تاريخيًّا موقفًا عروبيًّا أصيلًا.. أظنها كانت فرصة سانحة لذلك، ولكن للأسف لقد "لملم" ترامب الذي حلَّ ضيفًا، تسبقه مسرحية "خلافاته" مع سفاح القرن نتنياهو "صكوك وأوراق" صفقاته المليارية، مقابل حفنة مجاملات كلامية للمانحين من عينة (حاكم عظيم.. وقائد وطني شجاع)، وعاد إلى شعبه بالغنائم، تاركًا غزة وشعبها يفتك بهم الجوع والعطش، ومن قبلهما الأسلحة المحرمة المقدمة منه إلى نتنياهو وجنرالاته!!

إلى متى يهدر العرب الفرص ويسيئون استخدام أسلحتهم وما بأيديهم من أوراق؟!

عفوًا أطفال غزة على عجزنا العربي.
------------------------
بقلم: عبدالرزاق مكادي

مقالات اخرى للكاتب

إلى متى إساءة استخدام ما في أيدينا من أوراق؟!