غادر أمير دولة قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، بغداد، دون خطاب في القمة العربية، ولكنه التقى محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق.
وأثار غياب أمير قطر، عن إلقاء كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، رغم حضوره الشخصي ومشاركته في لقاء ثنائي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تساؤلات حول دلالة هذا الموقف الدبلوماسي.
قد يُفسَّر غياب الخطاب العلني بأنه موقف دبلوماسي محسوب، يهدف إلى الحفاظ على مستوى معين من المشاركة، دون الانخراط في تفاصيل الخلافات أو البيانات الجماعية، خصوصًا في ظل تباين وجهات النظر العربية تجاه ملفات حساسة مثل: الأزمة السورية، والتطبيع، والموقف من إيران.
اللقاء المنفرد مع السوداني يشير إلى تركيز قطري على تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق، وربما تجنب الدخول في الجدل الإقليمي الموسّع، الذي غالبًا ما يغلب عليه الطابع الخطابي أكثر من القرارات العملية.
الصمت الرسمي القطري على منبر القمة قد يُقرأ كرسالة تعبير غير مباشر، عن تحفظات سياسية تجاه مضمون أو مخرجات القمة، أو كنمط تمايز دبلوماسي يعكس استقلالية القرار القطري، وهو أسلوب استخدمته الدوحة في مناسبات سابقة.
لا يمكن فصل السلوك القطري في القمة عن اعتبارات داخلية، تتعلق بسياسة التوازن التي تنتهجها الدوحة بين الأطراف المتنازعة إقليميًّا، أو عن حسابات تتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، تركيا، وإيران.
في المجمل، المشاركة القطرية "الصامتة" لا تعني الغياب عن التأثير؛ بل قد تعكس دبلوماسية الحضور المدروس، حيث يكون الغياب عن الخطاب أبلغ أحيانًا من الكلمة.