انطلقت، صباح السبت، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد، وسط حضور عدد من القادة والزعماء العرب، إلى جانب ممثلين عن منظمات وهيئات دولية وإقليمية.
وتمثل القمة محطة سياسية محورية في ظل تصاعد الأزمات في المنطقة، لاسيما العدوان المتواصل على غزة.
وخلال الجلسة الافتتاحية، سلمت مملكة البحرين رئاسة الدورة السابقة إلى العراق، حيث أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني دعم بلاده لخطة التعافي المبكر في غزة، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية.
كما عبّر عن ترحيبه بقرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، معتبراً إياه خطوة على طريق استعادة الأمن والاستقرار.
العراق: لا للعدوان.. لا للتدخلات
من جانبه، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمته على رفض بلاده القاطع لسياسات الإملاءات والتدخلات الخارجية التي تمس سيادة وأمن الدول العربية.
وأدان بشدة ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية الممنهجة" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مجدداً تمسك العراق بدعم حقوق الفلسطينيين ورفض كل أشكال التهجير القسري.
بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني موقف بلاده الثابت برفض العدوان المستمر على غزة، مندداً بعمليات التهجير والانتهاكات التي تطال سيادة لبنان.
كما رحّب برفع العقوبات عن سوريا، وأكد وقوف العراق مع وحدة اليمن، ودعم المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي، مع رفض أي هيمنة على الأراضي السورية.
جامعة الدول العربية: الأمن القومي في خطر
وفي مداخلة قوية، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن تحقيق الأمن القومي العربي لا يزال "بعيد المنال" نتيجة التدخلات الإقليمية والدولية.
ودعا إلى رفع العقوبات عن سوريا لتخفيف معاناة شعبها، وندد بالانقسامات الليبية، وتفرد الحوثيين بالمقدرات اليمنية، محذراً من سياسات إسرائيل التي تُبقي المنطقة في "دوامة مواجهة مفتوحة".
أصوات من القارة الإفريقية وأوروبا
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمد علي يوسف، اعتبر قمة بغداد فرصة لتفعيل الشراكات بين القارتين الإفريقية والعربية، مندداً بـ"الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
في السياق نفسه، عبّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن أمله في تفعيل الجهود العربية والدولية لضمان حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
أما رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، فكانت رسالته واضحة، "يجب وقف دوامة العنف في غزة فوراً"، مشدداً على أن بلاده ستستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة للضغط على إسرائيل من أجل وقف الهجمات، وإنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة.
اليمن: الحوثيون تهديد عابر للحدود
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، دعا إلى تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية بسبب انتهاكاتها المستمرة، مؤكداً رفض أي تهجير للفلسطينيين، ومشيداً بالمبادرة السعودية-الفرنسية لدعم حل الدولتين.
الصومال: فلسطين مقياس وحدة العرب
من جانبه، أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن القضية الفلسطينية باتت "اختباراً حقيقياً لوحدة الصف العربي"، مشيراً إلى أهمية رفع العقوبات عن سوريا في إطار إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي.