17 - 05 - 2025

سفيرة المكسيك بالقاهرة: الثقافة والاقتصاد قواسم مشتركة بين البلدين

سفيرة المكسيك بالقاهرة: الثقافة والاقتصاد قواسم مشتركة بين البلدين



متابعة- آمال رتيب

أكدت السفيرة ليونورا رويدا جوتيريز سفيرة المكسيك بمصر، على عمق العلاقات المكسيكية المصرية، والتي تمتد لأكثر من 67 عاما من الصداقة القوية والعلاقات المتينة المبنية علي أسس مشتركة، وأعلنت أن المكسيك تعد من أكبر مستثمري أمريكا اللاتينية في مصر، حيث تعمل عديد الشركات المكسيكية في مصر في المجالات كافة تقريبًا حيث يوجد شركات مكسيكية تعمل في مجال مواد البناء، ومجال انتاج البلاستيك، ومجال التكنولوجيا ومواسير المياه، فضلًا عن شركات تعمل في مجال معالجة المياه.

جاء ذلك في إطار الندوة التي نظمها برنامج شؤون لاتينية بمركز الحوار الدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة المكسيك بالقاهرة ومكتبة مصر العامة تحت عنوان " مصر والمكسيك ... 67 عامًا من الصداقة والتعاون" بحضور لفيف من الخبراء والمتخصصين ورجال الاعمال.

وخلال كلمتها أوضحت جوتيريز أن السفارة المكسيكية في مصر تعمل على إنشاء مجلس الأعمال المصري المكسيكي، بهدف جذب مزيد من رجال الأعمال المصريين والمكسيكيين، لدعم العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مبينة وجود عديد الاتفاقيات الثنائية بين البلدين في مجالات متعددة يمكن الاستفادة منها لتعزيز الاستثمارات المتبادلة.

وقد أشارت سفيرة المكسيك بمصر إلى وجود آليات للتشاور السياسي بين البلدين منذ عام 1997، وتُعقد اجتماعات دورية من أجل تبادل المعلومات ودراسة التقدم في العلاقات الثنائية، وقد عُقد عشر دورات حتي الآن، مبينه أن الجولة الحادية عشر ستقعد خلال عام 2025.

وأضافت أن دولة المكسيك تعمل من خلال خطة استراتيجية تهدف إلى أن تصبح ضمن أكبر 10 اقتصاديات على مستوي العالم، موضحة أن حجم التبادل التجاري بين مصر والمكسيك سوف يشهد تحسن خلال السنوات المقبلة مع سعي بلادها إلى تنوع صادرتها وعلاقاتها الاقتصادية.

مؤكدة على أن مصر والمكسيك يعملان بجد في دول الجنوب من أجل الحفاظ على السلام الدائم والعادل وضمان تطبيق قواعد القانون الدولي، مشيرة إلى أن البلدين يحترمان قواعد القانون الدوليين ويعملان وفق آليات القانون الدولي.

كما أكدت جوتيريز على أن العامل الثقافي هو حجر الزاوية في العلاقات المصرية المكسيكية، مشيرة إلى أن المكسيك أولت اهتمام كبير بالتقارب الثقافي مع مصر في المجالات كافة، نظرًا إلى التشابهات الثقافية والفكرية والقيم المشتركة بين البلدين.

وأوضحت السفيرة خلال فاعليات الجلسة أن العلاقات المصرية هي علاقات راسخة وقوية عبر الزمان، مؤكدة على وجود قيم ثقافية مشتركة، تضاف إلى قيمة البلدين الجيوسياسية الهامة ووزنهم وثقلهم الإقليمي والدولي، مشيرة إلى عديد من التشابهات الثقافية بين مصر والمكسيك فعلى سبيل المثال في الوقت الذي حاز فيه الأديب نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الادب عام 1988، حصل الأديب أوكتافيو باث عام 1990 على نفس الجائزة.

وعلى صعيد التعاون المشترك بين البلدين أكدت السفيرة أن هناك توافقات كبيرة بين مصر والمكسيك في كثير من الملفات الدولية والإقليمية، فضلًا عن دعوة البلدين للسلام والاستقرار الدولي مشيره إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قد حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978، ليصبح بذلك رمزًا دوليًا يحتذي به، وهو ما حدث في المكسيك حيث حصل الوزير ألفونصو جارسيا روبليس عام 1982 على جائزة نوبل للسلام أيضًا باعتباره رمزًا للسياسة الخارجية المكسيكية.

وقد شهدت كلمة السفيرة تسليط الضوء على العلاقات الثنائية بين البلدين وحجم التبادل التجاري المشترك.

وعلى صعيد آخر أكد اللواء أ.ح/ حمدي لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات الإنسانية والبحوث على أهمية مناقشة مسار تطور العلاقات المصرية المكسيكية والعمل على تحسين تلك العلاقات وتطويرها عبر كافة المجالات بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين.

بينما أوضح محمد ربيع الديهي نائب مدير مركز الحوار لقطاع البحوث، مدير تحرير مجلة شؤون لاتينية، ومدير الندوة، أهمية تسليط الضوء على العلاقات المصرية المكسيكية بصوة خاصة والعلاقات اللاتينية  المصرية بصورة عامة، موضحًا أن المكسيك تتشابه مع مصر كثيرًا كما هو الحال مع دول أمريكا اللاتينية، وفي السياق ذاته أكد أن مركز الحوار أولي اهتمام بالشأن اللاتيني من خلال تدشين برنامج شؤون لاتينية عام 2019 ومن ثم إصدار مجلة شؤون لاتينية وتنظيم الفاعليات، مؤكدًا أن الاهتمام بالمنطقة اللاتينية تجلي في تدشين المركز للملتقي اللاتيني الشهري، وفي الختام أكد أن اهتمام مركز الحوار برز في إعلانه عن تنظيم مؤتمر بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية في الفترة من 27 و 28 يوليو القادم تحت عنوان "التعاون الافريقي اللاتيني ... شراكة لبناء المستقبل" بهدف تعزيز التعاون اللاتيني الافريقي وإتاحة الفرصة للتعرف على دول المنطقتين وامكانيتهم.