أعلنت الرياض عن استضافتها لمعرض "شذرات من الفلكلور"؛ وهو معرض يُجسّد الهوية الثقافية من خلال الفن، ويجمع بين الموروث والتجريب المعاصر، ويُعيد صياغة مفهوم الوصول إلى التعبير الفني داخل المملكة وخارجها. يتزامن هذا المعرض مع عام الحِرف اليدوية 2025 في المملكة؛ وهي مبادرة تحتفي بالإرث الحرفي، وتُعيد تقديمه ضمن السياق الفني المعاصر. يُقام المعرض في حي جاكس (المركز الإبداعي للمملكة)، ويمثل تعاونًا فريدًا من نوعه بين ثلاث جهات رائدة: ثاء (السعودية)، مرآة للفنون (باريس / الشرق الأوسط)، وترياد (بلجيكا)، حيث يجمعهم هدف مشترك هو ربط الحوارات الفنية المحلية بتلك العالمية. افتتح المعرض الأربعاء 30 نيسان (أبريل)2025، ويستمر حتى 12 أيار (مايو) المقبل. ويجمع الحدث نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم، ويطمح منظموه أن يكون بيانًا ثقافيًّا وليس مجرد حدث فني، ودعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الوصول، والهوية، ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة. ويُمثل المعرض لحظة مفصلية في مسيرة تطوّر الفن المعاصر في السعودية، بالتزامن مع جهود المملكة لإعادة تشكيل المشهد الثقافي، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. وفي معرض "شذرات من الفلكلور" تعيد كل من حمرا عباس (باكستان)، لولوة الحمود (السعودية)، راشد آل خليفة (البحرين)، ورائدة عاشور (السعودية) تقديم مكونات من موروثهم الثقافي ضمن رؤى معاصرة، حيث لا يُقدَّم الفلكلور كأثر جامد من الماضي؛ بل كأرشيف حي للهوية، يُعاد تشكيله عبر الزمن والمكان. كل فنان يعمل من خلال "شذرات" من المعرفة المتوارثة؛ سواء في الهندسة، الخط، المواد، أو التجريد. وتُمثل أعمالهم صدى للماضي، لكنها تثبت وجودها في الحاضر؛ من خلال تصورات معاصرة للأشكال والرموز المتجذرة، وعبر جمعه لهؤلاء الفنانين الأربعة معًا لأول مرة، فإن المعرض يفتح بابًا لحوار ثقافي متعدد الأطراف، حول التراث، والرمزية، والسرد البصري.
ويأتي هذا الحدث في وقت تستعد فيه السعودية لاحتضان مشروع "اللوفر الرياض"، الذي تبلغ تكلفته 500 مليون دولار، ويُعزز الروابط بين المملكة العربية السعودية وأهم المؤسسات الثقافية الفرنسية. كما يتزامن مع توسّع مركز بومبيدو إلى محافظة العلا؛ مما يرسّخ مكانة المملكة كمحور رئيسي في المشهد الفني العالمي. كما دخلت المملكة سوق الفن الدولي بشكل تاريخي؛ من خلال إقامة أول مزاد علني لدار سوذبيز في المملكة عام 2025، وهو ما يُبرز تزايد الطلب على الأعمال الفنية في المنطقة، ويُعزز تأثير المملكة المتنامي في الاقتصاد الفني العالمي.
"شذرات من الفلكلور" هو بداية لحراك ثقافي أوسع؛ يشمل: الإرشاد والتمكين - دعم الفنانين السعوديين الناشئين من خلال التوجيه والدعم المؤسساتي - الحوار العالمي - ربط السرديات السعودية والميناوية بجمهور عالمي من خلال شراكات في باريس وبروكسل - الاستدامة والتمثيل - إعادة تفسير التراث الثقافي لضمان استمراريته للأجيال القادمة - رؤية فنية متعددة المراكز بمشاركة فنانين من السعودية والبحرين وباكستان. يسهم المعرض في كسر المركزية الأوروبية، وتشكيل سردية فنية مستقلة، إتاحة اقتناء الأعمال الفنية من خلال متجر فني يُتيح أعمالًا صغيرة وبأسعار مناسبة؛ لتوسيع فرص اقتناء الفن المعاصر.