01 - 05 - 2025

"مسام" يطهّر وادي دوفس من 4 آلاف ذخيرة ويعيد الأمان لأبين

في مشهد يُعيد تعريف الأمن الإنساني في اليمن، نفذ مشروع "مسام" لنزع الألغام عملية نوعية، في محافظة أبين، أسفرت عن تدمير 4146 قطعة من الذخائر غير المنفجرة، في وادي دوفس بمديرية زنجبار؛ لتعيد الحياة إلى أرض كانت ملغّمة بالموت المؤجل. وشملت العملية التي نفذها فريق المهمّات الخاصّة الأول، أنواعًا متعددة من الذخائر؛ منها: 21 قذيفة عيار 152 ملم، و35 قذيفة عيار 85 ملم، و33 قذيفة هاون عيار 85 ملم، و31 قذيفة عيار 100 ملم، إضافةً إلى 1200 طلقة عيار 7.62 ملم، و500 طلقة عيار 50 ملم، و2000 طلقة منمي، و261 فيوزًا، و31 قنبلة يدوية، و15 قذيفة خارقة، و10 ألغام مضادة للدبابات، و9 ألغام مضادة للأفراد. 

وتمَّ تنفيذ العملية في موقع آمن، بعيد عن المناطق السكنية والزراعية، ووفقًا للمعايير الدولية المعتمدة، كما أكَّد المهندس منذر قاسم، قائد الفريق، الذي أوضح أنَّ العملية جرت رغم الظروف المناخية القاسية، وارتفاع درجات الحرارة؛ ما يعكس حجم الالتزام والتفاني في حماية أرواح المدنيين. وقال قاسم: "عملنا لا يتوقف طوال العام؛ لأنَّ حياة الأبرياء لا تحتمل التأجيل"، مشددًا على أهمية الاستمرار في إزالة هذه المخاطر التي تهدد حياة آلاف المواطنين. 

وتكتسب العملية بُعدًا أكبر؛ لكون وادي دوفس من المناطق الزراعية الحيوية، التي تعتمد عليها آلاف الأسر اليمنية، مما يجعل من تطهيرها خطوة محوريّة نحو إعادة الأمان، والعودة إلى دورة الحياة الطبيعية، وفي بلدٍ ما زال ملغّمًا بالقتل المؤجل، حيث يمكن لحجر أو جذع شجرة أن يكون أداة موت. تضيء مثل هذه العمليات شمعة في عتمة الأزمة، وتؤكد أنَّ إعادة بناء اليمن تبدأ من الأرض؛ من حيث يسير الناس، يزرعون، ويحلمون.