- المرشحة الديمقراطية للرئاسة تتحدث في سان فرانسيسكو في أول ظهور مهم لها منذ هزيمتها في الانتخابات
وجهت كامالا هاريس اتهامًا لاذعًا للأيام المئة الأولى لدونالد ترامب في منصبه، محذرةً - في أول خطاب رئيسي لها منذ ترك منصبها - من أنَّ الأمة تشهد "تخليًا جماعيًّا عن المثل العليا لأمريكا".
وفي حديثها أمام جمهور من الديمقراطيين في سان فرانسيسكو، اتخذت نائبة الرئيس السابقة موقفًا متحديًا؛ حيث أشادت بالقادة والمؤسسات التي تتصدى للرئيس وأجندته؛ من أعضاء الكونجرس الذين يتصرفون بجرأة.. إلى القضاة الذين يدعمون سيادة القانون في مواجهة أولئك الذين يريدون سجنهم، والجامعات التي تتحدى "المطالب غير الدستورية" للإدارة، والأمريكيين العاديين الذين يتظاهرون لحماية الضمان الاجتماعي.
كان خطابها - الأشد تأثيرًا منذ عودة ترامب إلى السلطة - بمثابة عودة قوية لهاريس، نائبة الرئيس السابقة، التي تعيش الآن في لوس أنجلوس، تدرس الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا العام المقبل، أو الترشح للرئاسة مرَّة أخرى في عام ٢٠٢٨، وقد حافظت على هدوء نسبي منذ مغادرتها منصبها في يناير عقب خسارتها الساحقة أمام ترامب في نوفمبر.
وفي تصريحاتها: اتَّهمت الإدارة الجديدة بتعمد زرع الخوف والفوضى؛ لتعزيز سلطتها التنفيذية، في بداية "عالية السرعة" لرئاسته، دفعت البلاد إلى شفا أزمة دستورية.
إنهم يعتمدون على فكرة مفادها: أنه إذا استطاعوا تخويف بعض الناس، فسيكون لذلك تأثيرٌ مُخيفٌ على آخرين، كما قالت: "لكن ما أغفلوه هو أن الخوف ليس الشيء الوحيد المُُعدي. الشجاعة مُُعدية".
وحثت الأميركيين على الاستمرار في التنظيم والترشح للمناصب العامة، والدفاع عن الحقوق والقيم الأساسية، وأعلنت: "دعونا نتمسك بها".
كان حدث يوم الأربعاء بمثابة خاتمة مؤثرة لهاريس، وهي تخطط لمستقبلها السياسي. ألقت هاريس، المولودة في منطقة خليج سان فرانسيسكو وأول نائبة رئيس في البلاد، الكلمة الرئيسية في حفل الذكرى العشرين لمنظمة "إيميرج أمريكا" في فندق بالاس بسان فرانسيسكو، وأشادت بعمل المنظمة في استقطاب وتدريب النساء الديمقراطيات للترشح للمناصب. وقال رئيس المنظمة في خطابه: "إن نجاح هاريس المبكر في الترشح لمنصب المدعي العام، في سان فرانسيسكو عام ٢٠٠٣ هو ما ألهم المجموعة".
وشمل الحشد مانحين ديمقراطيين، ومرشحين ومسؤولين منتخبين؛ من بينهم: إيليني كونالاكيس، نائبة حاكم ولاية كاليفورنيا، وعضوة الكونجرس السابقة عن ولاية كاليفورنيا كاتي بورتر، وكلاهما تترشح لمنصب الحاكم.
قالت كوني برايس، إحدى الحاضرات، مستشهدةً باقتباس من سيناتور ميشيغان إليسا سلوتكين: "نحن بحاجة إلى استعادة المزيد من طاقة ألفا لدى النساء. علينا أن نركز على الحلول بشكل أقل، والنساء قادرات على ذلك".
وفي تصريحاتها: زعمت هاريس أن البداية الفوضوية لولاية ترامب الثانية كانت مقصودة، وموضحة في المخطط السياسي المحافظ "مشروع 2025".
قالت: "أرجوكم، دعونا لا ننخدع باعتقاد أنَّ كل شيء فوضى عارمة. ما نشهده في الواقع هو أداة تُستخدم للتنفيذ السريع لأجندةٍ استغرقت عقودًا من التخطيط".
خلال الحملة الانتخابية، سعى ترامب إلى النأي بنفسه عن هذه المبادرة غير الشعبية، لكنّ أفعاله كرئيس تتبع الخطة بدقة - بدءًا من نهجه الصارم في تقليص حجم الحكومة الفيدرالية، ووصولًا إلى حربه على سياسات التنوع، والمساواة، والشمول، و"أيديولوجية النوع الاجتماعي". وقالت هاريس: "إنّ تعريفات ترامب (المتهورة) تؤدي بوضوح إلى ركود اقتصادي"، مضيفةً في إشارة خفية إلى تحذيراتها خلال حملتها الانتخابية "كما توقعتُ".
ولكنها لم تذهب إلى أبعد من ذلك في تعاملها الشخصي، على الرغم من وجود العديد من الطرق للقيام بذلك.
وفي يوم الثلاثاء، طردت إدارة ترامب زوج هاريس، دوج إيمهوف، وعددًا من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، من مجلس إدارة متحف الهولوكوست التذكاري الأمريكي.
في وقت سابق من هذا الشهر، توصل مكتب المحاماة الذي يعمل فيه إيمهوف، إلى اتفاق مع البيت الأبيض؛ لتجنب أمر تنفيذي يستهدف ممارساته. وقيل إن إيمهوف نصح بعدم الموافقة على الاتفاق، وبدا أن هاريس، في تصريحات أدلى بها بعد أيام، تناولت الوضع بشكل غير مباشر، محذرةً من "أننا نشهد استسلامًا واضحًا لتهديدات غير دستورية".
لكن ما وصفته بـ"المُحاربة المُبتهجة" تركت أيضًا مجالًا للأمل. أشادت بالقادة الذين حفّزت معارضتهم الرأي العام؛ بمن فيهم: السيناتور الديمقراطي كوري بوكر، الذي ألقى خطابًا قياسيًا استمر 25 ساعة لإظهار معارضته لترامب، وكريس فان هولين، الذي تمكّن من زيارة رجل رحّلته الإدارة ظلمًا إلى السلفادور، بالإضافة إلى بيرني ساندرز، وعضوة الكونجرس ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، اللذان استقطبا حشودًا بالآلاف في جولتهما عبر البلاد "أوقفوا الأوليغارشية".
ومع خروج الديمقراطيين من السلطة في واشنطن، وممارسة ترامب ضغوطًا على النظام الدستوري القائم على الضوابط والتوازنات، دون أي مقاومة من الكونجرس، توقعت أن "الأمور ربما تسوء قبل أن تتحسن".
في خطابها: أشارت هاريس إلى مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، لفيلة في حديقة حيوان سان دييغو، التُقط خلال زلزال بقوة 5.2 درجة، ضرب كاليفورنيا في وقت سابق من هذا الشهر. عندما بدأت الأرض تهتز، شكلت الفيلة غريزيًّا حلقة حماية حول أكثر الحيوانات ضعفًا في قطيعها؛ وهو ما اعتبرته هاريس "استعارة قوية" للمقاومة الجماعية.
وقالت: "الدرس هو لا تتشتت، لا تتشتت".
وفي نهاية الأمسية، خرج الحضور من قاعة الرقص، وبدؤوا في تحليل خطاب هاريس الموجز.
قال أحد الحاضرين، جون جلاس: "كانت في قمة حماسها. ظننتُ أن خطابها سيكون سطحيًّا، لكنه كان عكس ذلك تمامًا. أتمنى لو كان صوتها كما كان في حملتها الليلة".
قالت جينيفر وايز، إحدى الحاضرات، والتي كانت تناقش الأمسية مع كارول هورتون: "سررنا بعودتها". وأضافت هورتون أن خطاب هاريس "كان بمثابة تعليق مؤقت"، مضيفةً أنها تتطلع إلى قرار هاريس، بشأن ما إذا كانت ستنضم إلى حشد من الديمقراطيين المتنافسين على خلافة حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذي انتهت ولايته، أو ستترشح مرة أخرى للرئاسة في عام ٢٠٢٨.
إن نجاح حملتها لقيادة أكبر ولاية زرقاء في البلاد سيمنحها منصةً بارزةً لتحدي ترامب، وهجماته على الولايات الديمقراطية. ومن المتوقع أن تُقرر المدعية العامّة السابقة للولاية، وعضوة مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا قرارها بنهاية الصيف.
للاطلاع على الموضوع بالانجليزية يرجى الضغط هنا