قبل وصول كريستوفر كولومبوس عام 1492م للشاطيء الأمريكي بنحو أربعة قرون ونصف، كان المصريون يشيدون واحدة من أعظم الحضارات على مدى التاريخ، برعت هذه الحضارة في الطب، والهندسة، والعمارة، والموسيقى، والاهتداء إلى إله واحد، ونقلت الإنسانية من الهمجية إلى أرقى مراتب الإنسانية.

وحين كانت مصر في 17 نوفمبر من العام 1869 تعلن عن افتتاح قناة السويس، في حفل أسطوري، بحضور ستة آلاف مدعو في مقدمتهم الإمبراطورة أوجيني زوجة إمبراطور فرنسا نابليون الثالث، وإمبراطور النمسا، وملك المجر، وولي عهد بروسيا، وشقيق ملك هولندا، كانت الولايات المتحدة غارقة في الهمجية، وتخرج للتو من حرب أهلية طاحنة؛ بسبب الاختلاف بين الولايات على العبودية والرق، قتل فيها 750 ألف جندي، وعدد لم يهتد المؤرخون إلى إحصائه من المدنيين، وإن كان يعد بمئات الآلاف. 

قبل آلاف الأعوام قدّم المصريون للدنيا فن التحنيط (وهو سر لم يحط الطب الحديث به خبرًا حتى اليوم) وكتاب الموتى الذي استقت منه الأديان اللاحقة تعاليمها، ومعجزة معمارية هندسية تسمى أهرامات الجيزة، وفكرة شق قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، ثم يأتي دونالد ترامب (الذي أثرى أجداده من تجارة الرقيق الأبيض عبر إقامة سلسلة من فنادق البغاء) ليقول: إنه "لولانا ما كانت قناة السويس"!!