30 - 04 - 2025

"وقاحة أمريكية"

بعد تصريح الرئيس الأمريكي المعتوه بحق المرور المجانى للسفن التجارية والحربية الأمريكية بقناتى بنما وقناة السويس، وعدم وجود رد رسمي للدولة المصرية على هذا العته والغرور من هذا الخرف الذى يحكم أكبر دولة في العالم، وهذا قد يغريه إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك، ولا أدرى لماذا هذا الصمت المصرى غير المبرر الذى غالباً ما يفسر على أنه ضعف وإستسلام لهذا البلطجى الذى لم ير العالم مثيلاً له في كل العصور، فالرجل يعيش جنون القوة ولا يرى فى هذا العالم إلا أمريكا وعظمة وطغيان القوة الأمريكية، وقد رأيناه يهذى بأفكاره المجنونة كتهجير سكان غزة وتوطينهم في دول الجوار، وفرض المزيد من الرسوم الجمركية على معظم دول العالم في ما يشبه الحرب التجارية، والمتأمل لهذا القرار لابد أن يعرف جيدا مدى فشل الأمريكان في ضبط الميزان التجارى بينهم وبين التنين الصينى العظيم، الذى أبتلع أمريكا إقتصاديا وأغرق أسواقها بالعديد من السلع والمنتجات، وقد رأينا دولاً كثيرة تتصدى لهذه العربدة الأمريكية كرد رئيس المكسيك التى ألجمت ترامب، وأيضاً هذا التحول الواضح الذى تقوده فرنسا ومعها دول الإتحاد الأوربي للحد من التغول والهيمنة الأمريكية على القارة العجوز، وكانت الضربة الأقوى من الصين وردها على الرسوم الأمريكية التي أعلنت عنها بفرض مزيد من الرسوم على البضائع الأمريكية - التي أعلنت صراحة أنها ليست بحاجة لها بالمرة - وهذا شيء مرعب لأمريكا لقدرة الصين على الفعل والمنافسة. 

نعود للموقف المصرى على تصريحات ترامب الأخيرة بخصوص قناة السويس يجب أن يعرف ترامب أن المصريين حفروا هذه القناة بدمائهم وأرواحهم، أيام كان رعاة البقر مشغولين بالحرب الأهلية وشغل القبائل والعصابات الأمريكية، كما أنها ملك خالص للمصريين وليست جمعية أهلية أمريكية يتمتع بموجبها ترامب بإمتيازات عن باقى دول العالم، والسؤال ماذا يجب ان تفعل مصر تجاه كل هذا؟

أولاً : الفكاك من المدار الأمريكي وبناء تحالفات جديدة تكون طوقاً سياسياً على أمريكا ومصالحها في المنطقة، وهناك دوما كابوس تخشاه أمريكا وتحافظ دوماً على عدم حدوثه، وكل دهاليز السياسة الأمريكية تعلمه جيدا وتعمل على إفشاله وعدم حدوثه، ألا وهو التقارب المصرى التركى الإيراني التي يقلب معادلة القوة بالشرق الأوسط وقدرة الدول الثلاث وسيطرتها على ممرات الملاحة العالمية، حيث قناة السويس ومضيق البسفور ومضيق هرمز الإيراني، ناهيك عن الوزن الإقليمى والعسكرى للدول الثلاث ناهيك عن التلاقى مع قوى عالمية كالصين وروسيا وكوريا الشمالية التي تربطها بمصر علاقات تاريخية ممتدة، وهناك الكثير على مصر أن تفعله إلا الصمت، فإنه لا يليق بها فهل تتكلم مصر ليسمع العالم !!!
-------------------------
 بقلم: سعيد صابر

مقالات اخرى للكاتب