لم أكن أدرك قيمة ما يقدمه شريف نصار، ولم أسمع عنه إلا بعد وفاته، وبحثت فكان محتواه يحمل بين طياته روحًا أدبيّة حقيقية، رغم محاولات البعض تشويهه أو التقليل منه.
توفي شريف نصار "تيك توكر" يوم الجمعة 25 أبريل 2025 وهو لا يتجاوز الأربعين من العمر، بعد رحلة قصيرة، لكنها مفعمة بالشغف بالأدب والثقافة والشعر، وبقراءة كتب في علم النفس بأسلوب درامي ما جذب إليه عددا كبيرًا من المتابعين وأطلق عليه "عريس الصالون".
كان شريف نصار شابًّا يملؤه الإيمان بأنَّ الكلمة قادرة على تغيير الواقع، وأنّ الفنّ الحقيقي لا يموت. تمتع بحضور مميز، وصوت دافيء يحمل في نبراته احترامًا عميقًا للنص وللمتلقي معًا. لم يكن مجرد مذيع أو مؤدي، بل كان قارئًا عاشقًا للكلمة، غيورًا على الثقافة، ومؤمنًا برسالتها النبيلة.
رغم حداثة سنه، أظهر شريف نضجًا فنيًّا وثقافيًّا لافتًا، جعله متفردًا وسط جيله. لكنّه، ويا للأسف، لم يسلم من السخرية والتنمر، حتى دفع الثمن باهظًا. فقد توفي فجأة بسكتة قلبية، تاركًا غصَّة في قلوب كل من عرفوه أو تابعوه، وكل من آمنوا بأنَّ الجمال قد يُحارب، لكنّه لا يُهزم.
امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بنعيه بكلمات يملؤها الألم والحسرة، مؤكدين أن خسارته لم تكن مجرد خسارة فرديّة، بل خسارة لقيمة كانت تحارب من أجل أن تعيد الأدب إلى حياة الناس.
تشير الروايات إلى أنَّ وفاة شريف نصار تعود إلى تعرضه لحملات تنمّر قاسية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافةً إلى تأنيبٍ قاسٍ من أقرب الناس إليه، بدلًا من دعمه واحتوائه، في وقت كان يرزح فيه تحت وطأة ضغوط نفسية شديدة.
كان الأجدر أن يُحتوى ويعانق بالأمل، لا أن تُسَلَّ سكاكين النقد والسخرية في وجهه، كما يحدث كثيرًا على السوشيال ميديا.
ويبقى السؤال المؤلم:
هل أصبح التَّنَمُّر عادةً متَّفقًا عليها، حتى يتم القضاء على كل ما هو جميل وأصيل؟
---------------------------
بقلم: إيمان النقادي