هزمنا انفسنا كصحفيين وخسرنا معركة المهنة .
- الحوار الدائر الآن حول معركة الرزق و"المم"!
الصحافة تقبع في غرفة الرعاية المركزة .. تنتظر قبلة الحياة أو رصاصة الرحمة!
٢مايو .. إما أن تقدموا للمهنة قبلة الحياة أو طعنة الموت.
- الحوار الدائر الآن بين زملاء صحفيين - باستثناء بعض من لايستحقون هذه الصفة من المخبرين والأمنجية، ومن ينسبون أنفسهم زورا وبهتانا للمهنة - حول الإنتخابات يوحي بأننا هزمنا أنفسنا كصحفيين .. وخسرنا معركة المهنة.. وبقيت فقط معركة الرزق .. و "المم"! نعم المم .. الحوار الدائر لايقبم وزنا لمهنة تموت.. وتقبع منذ زمن في غرفة الرعاية المركزة .. وتنتظر قبلة الحياة.. حتي تعود وتتوهج .. أو طلقة الرحمة مثلما يُفعل بخيل الحكومة!
- نظرة واحدة تكفي، لنري على ماذا يدور الحوار بين الصحفيين (وحتى الامنجية والمخبرين)! يدور أولا حول بدل التدريب .. وهل زاد بمفاوضات البلشي بما يتراوح بين ٢٥ - ٣٠ في المئة.. أم أنه زاد بنسبة هي أضخم زيادة في تاريخه بحكم تدخل مرشح منافس للبلشي على مقعد النقيب .. وهو نقيب سابق.. ورئيس سابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام .. الزميل عبد المحسن سلامة. هذه واحدة من المعارك كل تفاصيلها باتت معروفة وأنصارها لديهم قناعاتهم وفقا لمن يناصرون من المرشحين لمنصب النقيب.
البدل ببساطة يعني (المم)!!.. للأسف هو كذلك، لأن المهنة التي تفتقر إلى التطور وإلى الحرية تموت اكلينيكا ولا تستطيع أن تجد طبيبا مخلصا ينقذها من الموات الكامل! هل أدرك الجميع هذه المصيبة.. فقرروا أن يُنحّوا جانبا أحاديث المهنة والتطوير والتحديث وشرف المهنة ودورها في التنمية والتقدم الخ. وقرروا أن يقيسوا الأمور بميزان كيلو البدل كم يساوي!.. كم كيلو لحما سيشتري؟!!
ولأن اللحم لا يؤكل منفردا .. فالحديث الصاخب دار حول الأراضي التي ستستصلح .. في غرب غرب ألمنيا .. والتي وصفت بأنها مزرعة الصحفيين في هذه الأيام .. وبديل العمل كسائقي أوبر أو ديدي أو ماشابه .. يمكن للصحفيين استصلاح الأراضي والإثراء من مشروع الارض .. فدادين عبد المحسن الخمسة .. هل تغير الواقع الديمغرافي للصحفيين مثلما حدث أيام توزيع الفدادين الخمسة .. زمن الزعيم الخالد جمال عبد الناصر !
فدادين عبد المحسن الخمسة - والتي ذكر المرشح صالح رجب أنه هو من جلبها للصحفيين .. وأنه سعيد بأن الزميل عبد المحسن - هو أخي وزميلي كما يصفه - يعلن عنها .. فكلاهما واحد .. وصالح لايهمه سوى خدمة زملائه الصحفيين!
حكى صالح رجب قصة هذه الأرض التي طلب من وزير الزراعة تخصيصها له بحدود ٥ آلاف فدان ..فلما سمعه عبد المحسن قال له قل له إحنا عاوزين كمان ١٥ ألفا .. وتم لهما ما أرادا.. ورغم كل شيء يتعلق بتربة هذه الأرض ومشكلاتها وملوحتها وحاجة كل فدان إلى مئات الآلاف من الجنيهات للاستصلاح.. ورغم أن الأرض متاحة لكل الناس بسعر ٧٠ ألف جنيه ( منحت لصالح ومحسن بـ ٦٣ ألفا !) لكنهما جلباها للصحفيين ! وأم المفارقات أن يتم تخصيصها للزملاء بطريقة غريبة .. سرعان ماتم تداركها! هناك ورقة تكتب فيها بيانات تخصيص الأرض لمن يرغب.. أعدت الورقة ليذهب بها الراغبون إلى الأهرام !!!!.. ثم تحت ضغط معنوي وأخلاقي (الأهرام مؤسسة عريقة نعم، ولكن النقابه بيتنا الكبير) فإنه تم الاتفاق على إعادة ورقة بيانات التخصيص بعد تدوينها بالرغبات إلى النقابة!
أضيف أيضا إلى "المم" أمر مهم جدا . وهو الشقق .. التي أعلن عنها الجانبان النقيب السابق والنقيب الحالى .. وكما حدث بالنسبة للأرض يتم العمل بالنسبة للشقق من جانب سلامة وفريقه. اما النقيب فقد حدثت مشكلة الآن بسبب الشقق التي جلبها الزميل علاء عمران .. الذي قال إنه اختص بيتنا الكبير بهذا التخصيص (حوالي ٧٥٠ شفة إن لم تخنني الذاكرة) وان يتولى نقيب الصحفيين أمر التخصيص وينجز مايتعلق به من اتفاقيات وأسعار باعتباره كبير الصحفيين ..لكن فيما يبدو أن علاء - وهو مرشح - كان يعتقد أنه سيكون موجودا في كل خطوة يخطوها النقيب والنقابة لتوزيع الشقق .. وأن الاوراق التي ستتحدث عن التخصيص تشير في حوافظها مثلا إلى دوره.. بحيث تدعم موقفه الانتخابي .. وقد أغضبه أن النقيب لم يفطن لهذا الدور وهذه الفكرة!!
اذن" المم "هو المسيطر على سجالات وخناقات، والسباب والتهم المتبادلة الآن بين الصحفيين.. ولا حديث في النقابة ولا بين الزملاء وبعضهم إلا حول هذه الأمور ! فهذا يقول إن البدل يحتاج نقيبا قويا ليأتي بأضخم زيادة.. ويحتاج إلى رجل دولة وليس لجمعية عمومية قوية كما يركز خالد البلشي .. وأن البدل وزيادته قد تمت بصرف النظر عمن يكون النقيب.. وأن النسبة أقرت بالفعل ( وزير المالية كجوك قال إن المخصصات أضيفت للميزانية لكن النسبة لم تتحدد بعد !! كان هذا تناقضا شديدا . رأيت فيه أنه تم لصالح عبد المحسن.. ذلك أن كجوك إذا كان قد أدخل مبلغ البدل في الميزانية فلا يمكن إلا أن تكون النسبة قد تحددت! وإلا فكيف يكون المبلغ المخصص مثلا ألف جنيه ..مثلا، ولا يكون معروفا كم النسبة التي سيحصل عليها كل زميل من هذه الألف!!)
الكل يحاول أن بوحي بأن سلامة هو رجل الدولة وهو المفاوض وهو القوي ..رغم أن معارضيه أخرجوا له سلاح الأرشيف.. كله ، منذ أن كان في الأهرام وما فعله بشان مكافات المحالين للتقاعد والعلاوات والتي خصمها منهم -وفقا لما حكاه لي احد الاهراميين الذين أحيلوا للتقاعد ..(و--ر) وغيره .. فزميلنا اشرف فتحي عامر بكتب يوميا مستلهما من ارشيف سلامه مايعني أن كل وعود سلامه اليوم هي نفسها التي كانت في ٢٠١٧ !، لكن زميلتنا الاهرامية..... تقول أكثر من هذا وخلافا لهذا : "سلامة هو أول مرشح في تاريخ النقابة ينفذ برنامجة قبل أن يبدأ التصويت"! هل هذا صحيح؟ هل هذا مرتبط بنجاحه .. ام أن رسوبه سوف يكشف ماذا جرى لهذه المخصصات ؟!
الكلمة الآن للزملاء .. اهراميين - وقد وضعوا في لحظة ما في مواجهتنا نحن غير الاهراميين.. حيث قيل لهم : "الاهرام يكون أو لا يكون" ؟!!!!!!! ، عشرات من علامات التعجب يجب أن تكتب .. كيف أيها السادة يحدث ذلك؟ ماعلاقة الاهرام العريق .. اهرام هيكل - وبكل تاريخ كبار المبدعين والصحفيين - يمكن أن يوضع في مواجهة المؤسسات الأخرى! كيف تكون مجرد معركة انتخابية بمثابة اختبار الأهرام . اذا فشل فيها مرشح الأهرام .. فلا وجود للأهرام ؟!,
الأهرام الذي تعلمنا منه الكتابة و الفكر والفن والأدب والفلسفة .. أهرام بهاء ومحفوظ والحكيم وإحسان والسيد ياسين ويوسف ادريس الخ .. أهرام المجد كما أسميه.. يمكن أن يتم تقزيمه في هذه الانتخابات؟ الأهرام كيف يمكن استدعاء نقيبنا الراحل ابراهيم نافع .. أو تستدعي قيمة وتاريخ الأهرام لتكون في مواجهة معنا .. لتكون أو لا تكون مع الجماعة الصحفية!
ليس هذا تاريخ الأهرام .. وإذا أراد أحد أن يتحدث عن تاريخ الأهرام فنحن نعرف ونحن نقدر . ولكن الأهرام ليس أبدا مجرد شخص .. مطلقا.
للأسف الشديد الزملاء لم يديروا دفة النقاش تجاه ماهو أهم ...
ملف الحريات لم يُعطَ الوقت ولا الأهمية الكافية للأسف.. ولست أفهم كيف سيتم إنقاذ مهمتنا الميته إكلينيكيا من دون دفع الحرية في شرايينها ؟! مشكلات المهنة التي تبلورت في المؤتمر العام السادس لم يقترب أحد منها.. حتي شيوخ المهنة! فكيف سنحل مشكلاتنا؟ هل نحلها بزيادة البدل؟ هل نحلها بتخصيص خمسة فدادين للزملاء ليستصلحها ويجني ثروة من ورائها ؟هل تحل مئات الشقق مشكلات المهنة ؟, المهنة التي تحداها أولا عصر الصورة التليفزيونية. ثم عصر السوشيال ميديا الآن .. وبسببها تراجعت المهنة وتقدمت وسائل التواصل.. حتي أنها باتت مصدر معلومات الناس!
حزين لأننا لم نناقش وضعنا المهني بأي قدر.. وفرضت علينا مناقشات ما أنزل الله بها من سلطان حول" المم" مع أن هذا المم الصحفي مهدد بالزوال تماما.. إذا لم ينتبه الصحفيون إلى أن هذه تقريبا اخطر جمعية عمومية يعقدونها وأمامها تحديات هائلة.. أخطرها طبعا فكرة تعديل قانون النقابة وهي فكرة جهنمية.. كان مرتبا لتمريرها "سكيتي"في ٢٠١٧.. ولكن الرياح لم تات لسلامة بما تشتهي السفن!
أتمني علي أعضاء الجمعية العمومية الذين لهم حق التصويت وهم أكثر من ١٠ آلاف صحفي .. أن يعبروا عن محبتهم وتقديرهم لمشوارهم الصحفي الذي بذلوا فيه أفضل ما لديهم من موهبة وضحوا بأجمل ما لديهم من سنوات عمر .. وازدانوا بمهنتهم وبأقلامهم .. كما ازدانت بهم مهنتهم وسعدت بهم أقلامهم وصنعت لهم تاريخا مرموقاً بين جموع الشعب المصري .. الذي كان حتي سنوت قريبة ينتظر على النواصي والطرقات في الشوارع.. في العاصمة وفي المدن والمراكز والنجوع لشراء نسخته المفضله من صحيفته التي ارتبط بها .. وبعضهم كان ينتظر حتي وصول قطار الصحافة بعد الخامسه صباحا .. ليقرأ مانشيته أو مقالته لكاتبه المفضل.
ياكل شرفاء المهنة ويا أساتذتنا الكبار .. لاتخذلوها، وابتعدوا عن "الكنبه" يوم ٢ مايو المقبل.. واختاروا الأصلح للمهنة وأعطوها قبلة الحياة بدلا من طعنة الموت.
-------------------------------
بقلم : محمود الشربيني