في مشهد مهيب يعكس عمق الألم والذاكرة الجماعية، انطلق موكب المشاعل مساء اليوم من ساحة الجمهورية في العاصمة الأرمنية يريفان، متوجهاً نحو النصب التذكاري للإبادة الجماعية الأرمنية “تسيتسيرناكابيرد”، وذلك في إطار إحياء الذكرى الـ110 للمأساة التي طالت الشعب الأرمني خلال الحقبة العثمانية.
وشهدت العاصمة حشوداً ضخمة ضمت مئات الآلاف من الأرمن، من مختلف الأعمار والانتماءات، اجتمعوا تحت شعار “لا للإنكار”، في رسالة قوية إلى العالم تطالب بالاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية، التي تعتبرها يريفان قضية أمن قومي بامتياز.
ويأتي هذا الموكب السنوي كجزء من فعاليات تُقام على مدار عدة أيام، إلا أن 24 أبريل يظل اليوم الأبرز، حيث يلتف آلاف الأرمن سنوياً حول النصب التذكاري في “تسيتسيرناكابيرد”، ويضعون باقات من الزهور عند قاعدته، في طقوس تعبّر عن الوفاء لضحايا الإبادة، وتُجدد العهد بالحفاظ على الذاكرة والهوية الأرمنية.
هذا الحدث الذي يتكرر كل عام، لا يُمثل مجرد طقس تذكاري، بل يُجسّد نداءً متجدداً من أرمينيا إلى المجتمع الدولي من أجل الاعتراف العادل بالتاريخ، والوقوف في وجه محاولات طمسه أو إنكاره.