30 - 04 - 2025

تشرشل وجريمة صنع الصهيونية

تشرشل وجريمة صنع الصهيونية

قرأت كثيرا عن " تشرشل " ، كما قرأت أغلب ما كتبه هو نفسه من كتب ومقالات، وكم كنت في البدايات المبكرة من حياتي مأخوذًا بقدراته الفذة كسياسي ، خاصة دوره البارز خلال الحرب العالمية الثانية، وكذلك أسلوبه الشيق في الكتابة ..

إلا أنني تدريجيا، كنت أغوص في دوره المسموم في الشرق الأوسط، وفي تاريخ بلادي، وعلى الأخص ما قام به طيلة حياته تقريبا وحتي موته كهلا، دفاعًا عن "الصهيونية" وجرائمها التي شارك فيها من كل موقع شغله منذ الحرب العالمية الأولي، كوزير للحرب أو المستعمرات، كعضو في مجلس العموم، كصحفي، أو كرئيس للوزراء أو زعيم للمعارضة.

وقد كتبت أكثر من مقال أشرح فيه دوره الخطير في زرع السرطان الصهيوني في أرض فلسطين المقدسة، وحتى دفاعه عن العمليات الإرهابية التي كان يقوم بها أمثال مناحم بيجين وشامير، والتي أسفرت عن مقتل مئات البريطانيين من الجند والشرطة والمدنيين العاملين ضمن سلطة الانتداب البريطاني في فلسطين.

وقف في مجلس العموم بعد عملية تفجير فندق الملك داود في القدس، كي يواجه العاصفة التي طالبت بنزع سلاح "المستوطنين" اليهود، فإذا به يطالب بعد مرافعة بليغة، أن توفر بريطانيا الحماية للمستوطنين اليهود في فلسطين أولا ، قبل أن يطالب أحد بنزع سلاحهم .

وكم تألمت أثناء تصفحي لمئات الوثائق التي أفرج عنها خلال الربع قرن الماضي إعدادا لكتبي المختلفة، حين كان يتبين لي كلما أتيحت وثائق جديدة عمق الجرائم التي ارتكبها ونستون تشرشل .

لقد قارنت في أحد مقالاتي بينه وبين كيسنجر، باعتبارهما أهم من خدموا العصابات الصهيونية، وأكثر من سخروا من العرب سرا وعلانية ، وكذبوا عليهم وخدعوهم.

ومع ذلك، فلا يزال بعض العرب من حملة الألقاب الأكاديمية البراقة، يتبادلون الأنخاب في عواصم الجريمة المختلفة، ويتباهون بحكمة أمثال تشرشل وكيسنجر .. بل ونتنياهو أيضا!.
------------------------------------
بقلم: معصوم مرزوق
* مساعد وزير الخارجية الأسبق


مقالات اخرى للكاتب

قناة السويس .. نبوءة حكماء دلفي !