أتابع موضوع خلافة البابا الحبيب فرنسيس منذ مدة مع بعض الأصدقاء في الفاتيكان، لا سيما الكرادلة والأساقفة منهم. رتبتُ أبرز (وليس جميع) الكرادلة المرجحين لخلافة البابا حسب العمر والقارة، والتوجه العام للشخص؛ وهنا يجب توخّي الحذر تفادياً لأي خطأ قاتل في الاتجاه نحو التصنيف الجامد.
فكلمة مُحافظ أو يميني في السياسة لا تنطبق على الفاتيكان، وهي واسعة جداً، وقد تحتمل التقليدي وربما الرجعي.. وكذلك تصنيف كاردينال على أنه "ليبرالي" أو "تقدّمي" أو " يساري" لا يعني فوراً أنه مع زواج المُثليين أو تغيير الجنس... فالتعابير هذه دقيقة جداً وحساسة في الفاتيكان، المليء بالأفكار الفلسفية واللاهوتية والخالي من الأحزاب. فالكنيسة الكاثوليكية كيان عالمي ضخم وقديم، ولكن عقائدها واضحة جداً وتنظيمها مُحكم، وكذلك قوانينها، والبابا سيلتزم بكل ذلك.
الترجيحات تقول إن البابا العتيد قد يكون واحداً من هؤلاء الكرادلة: الوسطيون والليبراليون والتقدميون
- الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، 70 عاماً: من أبرز شخصيات الفاتيكان حيث يشغل منصب أمين سر الدولة منذ عام 2014 حين عيّنه البابا فرنسيس، وبالتالي فهو المسؤول الثاني بعد البابا. الكاردينال بارولين وسطي مُعتدل، ومقبول جداً من كل أطياف الكرادلة.
- الكاردينال الإيطالي بيار- باتيستا بيتسابالا، 60 عاماً: وهو المسؤول الأول عن شؤون الشرق الأوسط في الفاتيكان. من أبرز المرشحين لخلافة فرنسيس، على الرغم من أنه لم يصبح كاردينالاً إلا في عام 2023. شخصية معتدلة، من الصعب تصنيفه بشكل قاطع على أنه "ليبرالي" أو "محافظ" بسبب إحجامه عن الانخراط علناً في النزاعات العقائدية.
- الكاردينال الالماني راينهارد ماركس، 71 عاماً: رئيس أساقفة ميونيخ. اختاره البابا فرنسيس كمستشار رئيسي في عام 2013. وفي وقت لاحق، تم تعيين ماركس لرئاسة المجلس المشرف على مالية الفاتيكان خلال الإصلاحات والتقشف. يُعتبر عموماً جزءًا من الجناح الأكثر ليبرالية في الكنيسة الكاثوليكية. وقد دعا إلى الإصلاح داخل الكنيسة، لا سيما فيما يتعلق بقضايا مثل العزوبة والمثلية الجنسية وهياكل السلطة.
- الكاردينال الإيطالي ماتيو ماريا زاببي، 69 عاماً: من أبرز المرشحين الذين يعكسون وجهة نظر البابا فرنسيس بأن الكنيسة يجب أن تكون ممثلة للفقراء وداعمتهم. وسطي معتدل. شخصية ليبرالية من التيار التقدّمي في الكنيسة الكاثوليكية.
- الكاردينال الفيليبيني لويس أنطونيو تاغلي، 67 عاماً: عيّنه البابا فرنسيس نائباً للرئيس في "دائرة البشارة" في الفاتيكان، وهو منصب رفيع جداً على امتداد الكنيسة الكاثوليكية. يطلق عليه المعلقون لقب "فرنسيس الآسيوي"، بسبب قناعاته والتزامه بالعدالة الاجتماعية. وهو يُعتبر منذ سنوات عديدة المرشح الأوفر حظاً لمنصب البابا. وقد يكون أول بابا من أصل آسيوي.
- الكاردينال الفرنسي جان مارك أفلين، 66 عاماً: يُقال إنه الكاردينال "المُفضّل" لدى البابا فرنسيس لخلافته. ويقول المراقبون إنه عالمٌ ولطيف. ويصفونه بأنه "مُنافسٌ خطير" على منصب البابوية. الكاردينال أفلين "يحظى بتقدير خاص" لدى الأوساط الكنسية والسياسية "اليسارية"، ويدعم "اللامركزية القوية" للكنيسة. يعتقد بعض المراقبين أن المنافسة ستكون محصورة بينه وبين الكاردينال الفيليبيني تاغلي.
- الكاردينال ماريو غريش، من مالطا، 68 عاماً: الأمين العام لسينودس الأساقفة. كان يُنظر إليه بدايةً على أنه محافظ، لكنه أصبح من أبرز المنادين بأفكار البابا فرنسيس في الكنيسة الكاثوليكية، خاصة لناحية إيجاد حلول لأزمات الأسرة المعاصرة.
المحافظون
- الكاردينال الهنغاري بيتر إردو، 72 عاماً: خبير في القانون الكنسي. كاردينال أوروبي محافظ، يتوق للعودة إلى المُحافظة التي اتسم بها الباباوات يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر.
- الكاردينال الأفريقي فريدولين أمبونجو، 65 عاماً: رئيس أساقفة كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. أمبونجو هو أحد الأعضاء التسعة في مجلس الكرادلة، وهي مجموعة استشارية للبابا فرنسيس. كاردينال مُحافظ، كتب عام 2023 أن "زواج الأشخاص من نفس الجنس هو شرٌ جوهري".
- الكاردينال الهولندي ويليم جاكوبس آيك، 71 عاماً: طبيب ولاهوتي وإداري بارع، محافظ تقليدي، يدعو إلى الالتزام بالعقيدة الكاثوليكية بشكل مطلق وإن لم تكن تحظى بشعبية في كل الأوقات. ويعارض منح البركات الكنسية للأزواج من نفس الجنس. وهو ضد ما يسمى بـ "العلاج الجندري". كما أنه لا يدعم الرسامة الكهنوتية للنساء.
- الكاردينال السيريلنكي مالكولم رانجيث، 77 عاماً: رئيس أساقفة كولومبو، سريلانكا. شخصيته متوافقة مع البابا بنديكتوس السادس عشر، واهتمام البابا فرنسيس بالفقراء والبيئة.
- الكاردينال الغيني روبرت سارة، 79 عاماً: الرئيس المتقاعد لمكتب الليتورجيا في الفاتيكان، لطالما اعتُبر الأمل الأمثل لبابا أفريقي. لكنه متقدم في العمر الآن. ويرى بعض المراقبين أنه رغم أهميته فإن " العمر يقتل حظوظه". المحافظون يحبونه كثيراً، وهو يتوق للعودة إلى أيام بابوية يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر.
هذا ترتيب أوّلي، قد تضاف له أو تلغى منه عدة أسماء قريباً. وهو بالطبع يحتمل الخطأ كما الصواب. لكن تبقى المسألة الأصعب هي خلافة بابا بحجم فرنسيس. لذلك فالبابا العتيد قد يُظلم في بداية حبريته عندما ستتم مقارنته بسلفه الكبير فرنسيس أو بالقديس يوحنا بولس الثاني.
--------------------------
بقلم: شربل أنطون
(نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك)