كنت قد كتبت فى هذا الموضع مقالات ثلاث بعنوان (سوفت مفقود وهارد متلوف)، وفحواها توصية بإصلاح (سوفت وير) المجتمع من أخلاق وطبائع وثقافة، ورأيت أن لو تعاونت الأوقاف والتعليم والثقافة والإعلام وغيرهم لإقامة المعوج وتقويم المائل من أخلاق هذه الأمة، ولقد سررت أيما سرور إذ طالعتنا وزارة الأوقاف المصرية بحملة #صحح_مفاهيمك ، فقد رأيتها تضطلع بإصلاح بعض ما يجب إصلاحه من أخلاق الأمة، فبعضها وجدته يوصى الزوجين بإقامة الرحمة والمودة بينهما وترك الشقاق والشحناء، وبعضها فيه الحث على صلة الأرحام، وأخرى تنهى عن إيذاء الناس أو إتلاف المرافق، وبعضها يوصى المصريين خيرًا بزوار البلاد من السائحين، وإلى نحو ذلك من المواعظ الطيبة.
وإننى لأشد على أيدى القائمين على هذه الحملة داعيًا لهم بالتوفيق، وراجيًا أو متمنيًّا ألا تكون هذه مبادرة شهر أو شهرين، ولا حملة وزير أو وزيرين، بل أتمنى أن تكون دعوة إصلاح مستمرة لا تفتر، متصلة لا تنقطع، مقيمة وإن فارق الوزراء مناصبهم، أتمناها دعوة خير للناس كافة فى القطر المصرى بأجمعه القاصى منه والدانى، وأن تتعاون عليها كل الوزارات والدواوين، وأن تُبعث فى سبيلها وفود من الوعاظ والإعلاميين والمحاضرين إلى الناس فى مجامعهم وأسواقهم ومنتدياتهم؛ ليعلموهم ويذكروهم بالخلق الطيب والكلام اللين والوجه الطليق، وينهوهم عن المنكرات والمخالفات والقبائح، وأن تنشر لها الدعايات والإعلانات على الطرقات والشاشات لتحث الناس على مكارم الأخلاق، فإن هذا خير لنا من مجتمع متباغض متشاحن يؤذى بعضه بعضًا، ويُغرى به أعداءه.
-------------------------
بقلم: محمد زين العابدين
[email protected]