01 - 05 - 2025

رحيل البابا فرنسيس: نهاية عهدٍ روحيّ وإرث إنساني خالد

رحيل البابا فرنسيس: نهاية عهدٍ روحيّ وإرث إنساني خالد

أُعلن صباح اليوم، الإثنين 21 أبريل 2025، عن وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عامًا، في مقر إقامته بدار القديسة مارتا في الفاتيكان، بعد صراع مع التهاب رئوي مزدوج استمر 38 يومًا.

سيرة حياة بابا التواضع والإصلاح

وُلد خورخي ماريو بيرغوليو في 17 ديسمبر 1936 بمدينة بوينس آيرس، الأرجنتين، لأبوين من أصول إيطالية. في 13 مارس 2013، انتُخب كأول بابا من الأمريكتين، وأول يسوعي يتولى هذا المنصب، خلفًا للبابا بنديكتوس السادس عشر. اختار اسم "فرنسيس" تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز الفقر والتواضع.


تميزت حبريته بالتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، حيث دعا إلى حماية البيئة، ودافع عن حقوق اللاجئين، وندد بعدم المساواة الاقتصادية. كما اتخذ مواقف تقدمية تجاه قضايا مثل المثلية الجنسية، حيث قال عبارته الشهيرة: "من أنا لأحكم؟"، مشددًا على الرحمة والقبول.


إرثٌ من الإصلاح والتحديات


واجه البابا فرنسيس تحديات جسيمة داخل الكنيسة، أبرزها فضائح الاعتداءات الجنسية، حيث اتخذ خطوات جريئة مثل تجريد الكرادلة المتورطين من مناصبهم، وتعزيز الشفافية في التعامل مع هذه القضايا.


كما كان نصيرًا للفقراء والمهمشين، حيث رفض الإقامة في القصر الرسولي، مفضلًا العيش في دار القديسة مارتا المتواضعة، واستخدم وسائل النقل العامة، مؤكدًا على بساطة الحياة.


وداعًا لراعي الإنسانية


برحيل البابا فرنسيس، تفقد الكنيسة الكاثوليكية والعالم قائدًا روحيًا كرس حياته لخدمة الإنسانية، وجسد قيم التواضع والرحمة. من المقرر أن يُدفن في بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، وفقًا لوصيته.


من المتوقع أن يُعقد مجمع الكرادلة خلال 15 إلى 20 يومًا لاختيار خليفة له، وسط تساؤلات حول مستقبل الإصلاحات التي بدأها، وهل ستستمر في ظل القيادة الجديدة.