30 - 04 - 2025

ضوء | نداء إلى الشعوب .. أوقفوا الحروب حالًا

ضوء | نداء إلى الشعوب .. أوقفوا الحروب حالًا

نحن الشعوب، لا نريد مزيدًا من الدماء

كفى.. الأرض والعالم كله يعاني سلبًا من جراء هذه الحروب اللعينة، حروب الشرق، في غزة ولبنان والسودان وسوريا واليمن وغيرها، وحروب الغرب في أوكرانيا وروسيا.

آسيا القارة التي لا تشيب، وأوروبا القارة العجوز التي تنوء بأثقالها المزرية.

والكرة الأرضية كلها تعاني من الاحتباس الحراري وزيادة التلوث البيئي، وزيادة الفقر والجوع، والشحّ في الحبوب والغذاء، والاستهلاك المفرط للنفط والغاز، مما يزيد الطين بلة، من يُشعل الحروب سوى حفنة من المستفيدين، تجار الحرب والسلاح، والمتضرر هم الشعوب، الشعبان الأوكراني والروسي في أوروبا ، والشعب العربي في آسيا وأفريفيا، هم من يدفعون الثمن غاليًا، وعلى الشعوب كلها أن تتحد لوقف هذه الحروب القبيحة.

كل المؤشرات تقول إن المستفيد الأول من هذه الحرب ساسة أمريكا والصهاينة والغرب، وهم يدركون جيدًا أن مصالحهم تتعارض مع مصالح أنظمتنا وشعوبنا العربية، لذلك بالقوة يريدون فرض سيطرتهم وسياساتهم.

البقاء للأقوى، هذا هو القانون الذي يريدون تطبيقه على البشر .

بايدن اعتمد على السياسة، وترامب اعتمد على الاقتصاد، وكلاهما هدفهما زيادة ثروة الأغنياء، ترامب يقول إن حرب أوكرانيا حرب بايدن، وكان هدف بايدن جني مليارات الدولارات من تجارة الحرب، وجاء ترامب وفرض الضرائب على العالم كله، وبعد أن هوت أسعار الأسهم أوقف الضرائب فارتفعت أسعار الأسهم بشكل حاد، مما تسبّب في تحقيق أرباح خيالية سريعة لشركاته الخاصة، ٤١٥ مليون دولار في ساعة واحدة!

النتيجة واحدة.

الحرب السياسية والعسكرية أو الحرب الاقتصادية، كلاهما يحققان المكاسب نفسها والنتيجة نفسها.

حرب بايدن رئيس النظام الأمريكي المتصهين السابق، كان هدفها الصين، من خلال استنزاف روسيا على حساب أوكرانيا، حتى لو لم يتبق ذرة حياة في أوكرانيا، لا يهمَ، يضخّون إليها كل أنواع الأسلحة التقليدية والكيميائية والنووية، من أجل تحقيق أهدافهم في كسر شوكة روسيا، على حساب الشعب الأوكراني، وبالطبع الشعب الروسي متضرر، لكن أوكرانيا المتضرر الأول.

ومنذ ٢٤ فبراير ٢٠٢٢ وحتى الآن، والشعبان الأوكراني والروسي، والعالم معهم، يعاني من هذه الحرب التي يجب أن تتوقف فوراً.

وحرب ترامب الاقتصادية هدفها الرئيسي الصين أيضا. وبالنسبة له قتل البشر أمر طبيعي، وأرواح العرب والمسلمين خاصة، أمر ثانوي جداً.

لذلك فإن العدوان الصهيوني مستمر على غزة والضفة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ولا نعلم متى ينتهي، بل نراه يتوسع ليشمل كل دول الهلال الخصيب، وخاصة سوريا ولبنان، يستخدمون كل الأسلحة المحرمة دوليًا على شعب أعزل، يدكّون الأطفال والنساء بدم بارد، يستهدفون المدنيين والمستشفيات والمصلين في المساجد، يقطعون المياه والكهرباء والغذاء والدواء والوقود عن شعب بأكمله، هذه ديمقراطيتهم!  تجويع وقتل.

جرائم حرب واضحة للأعمى لكن من يحاسبهم؟

خزينة أمريكا تتعثر، لا يهمّ، الشعب الأمريكي والأوكراني والروسي والأوروبي يتضرر ويموت، لا يهمّ، الرهائن الصهاينة يموتون، يهمّ قليلاً، لأن دمهم أزرق.

الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري والعراقي يموت، لا يهمّ، المهم أن يزداد الأثرياء ثراء، لتبق ثلة صهيونية تحكم العالم، وليبق النظام الأمريكي المتصهين هو المهيمن عالميًا .

هذا النظام المتمثل في الأسياد، المليار الذهبي، حفنة من تجار السلاح والتكنولوجيا والعقاقير والإعلام، أثرياء العالم قاطبة، روتشيلد وأتباعه من الصهاينة والمتصهينين، المتحكمين في رأس المال العالمي، الرأسمالية العالمية.

أما البقية الباقية من سكان العالم، السبعة مليارات، فهم العبيد.

وسيحلّ مستقبلًا محل العبيد، الروبوتات لخدمة الأسياد.

لذا نوجه نداء إلى كل الشعوب، للتظاهر ورفض الحروب، لأننا كلنا مستهدفون، وخاصة إلى الشعب الأمريكي، لوقف كل الحروب اللعينة التي أشعلها النظام الأمريكي، ولو إنني أشعر أن أغلب الشعب الأمريكي مغيّب عن إتخاذ القرار.

وقد يقول قائل: وهل الشعوب الأخرى غير مغيّبة؟

أجيب: بأنه لم تتشدق أية دولة بالدفاع عن الديمقراطية والحرية كأمريكا، والتي شنّت عشرات الحروب الحقيرة باسم الديمقراطية ومن أجل عينيها!

ولو كنتُ أوكرانية لخرجت في مظاهرات ليل نهار من أجل إيقاف الحرب والموت والدمار، ولو كنتُ روسية لفعلت الأمر نفسه.

وكم أتمنى أن ينتفض الشعب العربي كله ضد العدوان الصهيوني الهمجي النازي على شعبنا الفلسطيني.

أيتها الشعوب العظيمة: أخرجوا إلى الشوارع، عبّروا عن غضبكم ورفضكم للحرب، ولتتوقف الحروب حالًا.
----------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
* سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الشعب العربي كله ضد التطبيع