30 - 04 - 2025

بين مايكل جاكسون ومحمد رمضان: الفن كأداة للتغيير الاجتماعي أو التسلية

بين مايكل جاكسون ومحمد رمضان: الفن كأداة للتغيير الاجتماعي أو التسلية

مايكل جاكسون (ملك البوب) الذي بدأ الغناء في أول السيتنيات يتحدث من خلال فنه عن القضايا الإنسانية مثل الحروب والفقر وعدم المساواة .

مايكل جاكسون كأيقونة موسيقية عالمية استخدم الفن كأداة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية، بينما نجد محمد رمضان يقدم فنا يركز بشكل رئيسي على الترفيه والإثارة. 

ورغم اختلاف السياقات الفنية بينهما، إلا أن الفنانين يعكسان تحولات ثقافية واجتماعية تعكس دور الفن في مختلف الأوقات. 

مايكل جاكسون، الذي بدأ مشواره الفني في الستينيات، كان دائما يحارب من خلال موسيقاه ضد الظلم والتفرقة العنصرية، ويعبر عن آلام الفقراء والمستضعفين أغنيته الشهيرة "Earth Song" تعد واحدة من أبرز الأمثلة على استخدامه للفن كمنبر للتوعية الإنسانية، حيث يتحدث عن تدمير البيئة والحروب وتأثيرها على الشعوب. 

جاكسون لم يكن فنانا يبحث عن التسلية فقط، بل كان يوجه رسائل قوية للمجتمع العالمي ليعيد النظر في طريقة تعامله مع القضايا العالمية مثل الفقر وعدم المساواة. 

من جهة أخرى، نجد أن محمد رمضان يقدم فنا يركز بشكل أساسي على الترفيه والإثارة، متجاهلا في كثير من الأحيان القضايا الاجتماعية العميقة. تركز أغانيه وأعماله على أسلوب حياة الرفاهية والنجاح الشخصي، مما قد يساهم في تعزيز ثقافة التفاهة والانفصال عن الواقع المعيش قد يسهم في زيادة اللامبالاة تجاه القضايا الإنسانية، ويغرق الناس في حياة فردية تتجاهل هموم المجتمع. 

لكن من جانب آخر، هناك فئة من الفنانين الذين استخدموا الفن كوسيلة للتمرد على الواقع وإبراز قضايا الحرية والإنسانية من خلال أعمالهم الأدبية والفنية. هؤلاء الفنانين الذين قد يكون بعضهم قد سجن بسبب تعبيرهم عن آرائهم، مثل الكتاب الذين عبروا عن معاناتهم في مواجهة الأنظمة القمعية أو الرسامين الذين تحدوا القيود الثقافية، يظل الفن بالنسبة لهم أداة للتغيير ومصدرا للتحفيز على التغيير الاجتماعي. 

هؤلاء الفنانين يعبرون عن آلام الإنسان وهمومه العميقة، ويعكسون واقعا يعيشه الناس، ما يعزز من مسؤولية الفن في الارتقاء بالوعي العام حول حقوق الإنسان والحرية ، مايكل جاكسون يعد حالة استثنائية في استخدام الفن للتغيير الاجتماعي، بينما يبرز محمد رمضان كأحد الرموز الفنية التي تركز على التسلية والترفيه في النهاية، الفن يمتلك قوة تأثير هائلة، ويظل السؤال: هل نستخدم هذه القوة للتغيير وإحداث فارق في المجتمع، أم أن الفن يتحول إلى مجرد وسيلة للهروب من الواقع وتغليب المصلحة الشخصية؟
--------------------------
بقلم: إيمان النقادي

مقالات اخرى للكاتب

صمت المدرسة جريمة أخرى.. لماذا يخون التعليم ضحاياه؟