01 - 05 - 2025

بريطانيا تعلن دعمًا جديدًا للسودان بـ120 مليون جنيه إسترليني وتدعو لإنهاء أسوأ أزمة إنسانية في العالم

بريطانيا تعلن دعمًا جديدًا للسودان بـ120 مليون جنيه إسترليني وتدعو لإنهاء أسوأ أزمة إنسانية في العالم

في تحرك إنساني بارز، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم تمويل إضافي بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني لدعم الشعب السوداني في مواجهة أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً، وذلك بالتزامن مع انطلاق مؤتمر دولي رفيع المستوى في لندن، يوافق الذكرى الثانية لاندلاع الصراع في السودان.

ويهدف المؤتمر، الذي تستضيفه لندن بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، إلى تنسيق الجهود الدولية لإنهاء الحرب الوحشية في السودان، التي أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ودفعت نحو 30 مليون سوداني إلى هاوية الحاجة الإنسانية.

وشدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، خلال كلمته الافتتاحية، على أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يدير ظهره لمعاناة ملايين السودانيين، قائلاً:

“السنتان الماضيتان شهدتا دماراً شاملاً لحياة الملايين، وقد آن الأوان لتحرك جاد يضع حداً لهذا الجحيم المتصاعد. المملكة المتحدة لن تسمح بأن يُنسى السودان”.

وأكد لامي أن التمويل الجديد سيخصص لتقديم مساعدات غذائية وتغذوية عاجلة للأطفال الذين يواجهون خطر المجاعة، فضلاً عن دعم الناجين من العنف الجنسي، وتوفير المياه والصرف الصحي لأكثر من 600,000 شخص، بالإضافة إلى تقديم مساعدات نقدية مباشرة لنحو 205,000 سوداني.

وشهد المؤتمر مشاركة وزراء خارجية وممثلين عن عشرات الدول والمنظمات الدولية، من بينها الولايات المتحدة، كندا، مصر، السعودية، الإمارات، تشاد، إثيوبيا، كينيا، النرويج، سويسرا، قطر، تركيا، جنوب السودان، أوغندا، إلى جانب الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة.

ومن جانبه، قال بانكول أديوي، مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن:

“إحلال السلام في السودان يبدأ بالاعتراف بكل صوت يسعى نحو مستقبل ديمقراطي ومزدهر. الاتحاد الأفريقي ملتزم بدعم الشعب السوداني لإسكات صوت البنادق وتحقيق الاستقرار المنشود”.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن استمرار عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية من قبل أطراف الصراع – عبر تأخير التأشيرات وتقييد الحركة – يمثل عائقاً رئيسياً أمام جهود الإنقاذ، كما حذروا من تفاقم الأزمة وانتشارها إقليمياً بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ويزيد من معدلات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا والمملكة المتحدة.

وكان وزير الخارجية البريطاني قد زار الحدود السودانية التشادية في يناير الماضي، حيث تفقد الأوضاع الكارثية التي يعيشها اللاجئون السودانيون، ووجه في وقتها نداءً عاجلاً لزيادة الدعم الدولي.

ويأتي هذا التمويل الجديد بعد إعلان سابق في نوفمبر الماضي عن 113 مليون جنيه إسترليني لمساعدة أكثر من مليون متضرر من العنف في السودان، ليصل إجمالي دعم المملكة المتحدة للبلاد إلى 233 مليون جنيه إسترليني خلال أقل من ستة أشهر.

وتعهدت بريطانيا بمواصلة الضغط من أجل فتح معبر أدري الحدودي بشكل دائم دون قيود، لضمان تدفق الإغاثة من تشاد إلى الداخل السوداني، في خطوة حيوية لمعالجة الكارثة المتفاقمة.

هذا وقد أجمعت الأطراف المشاركة على ضرورة التحرك العاجل، ووضع خارطة طريق سياسية تضمن وقف إطلاق النار، وتوفير ممرات آمنة للمساعدات، تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى السودان الذي يقف على حافة الانهيار.