احتفالاً بالذكرى الـ23 لأحداث 11-13 إبريل 2002، نظمت سفارة جمهورية فنزويلا "أيام الكرامة الوطنية"، التي تمثل لحظة حاسمة في تاريخ البلاد. تلك الفترة التي شهدت انتفاضة شعبية كبيرة أعادت الرئيس الراحل هوغو تشافيز إلى السلطة بعد انقلاب قصير الأمد نفذته قوى معارضة، بدعم من بعض الجهات الداخلية والخارجية. وفي كلمته بهذه المناسبة، قال السفير الفنزويلي لدى مصر، لواء أ.ح/ ويلمر أومار بارينتوس فرنانديس: "في 2 فبراير 1999، بداية مرحلة جديدة في تاريخ فنزويلا مع تولي هوغو تشافيز فرياس السلطة، هذا القائد الذي دخل الساحة السياسية في 1992 ليغير الوضع الذي كان يشهد انهيارًا أخلاقيًا وفقدانًا للمصداقية في الطبقة السياسية. وقتها، بدأ عهد الثورة المستمرة والالتزام الراسخ تجاه وطن جديد." وتابع السفير: "لقد أسهم تشافيز بشكل غير مسبوق في تطور السياسة الفنزويلية، من خلال تفعيل السلطة التأسيسية وتقديم دستور جديد يتماشى مع التغيرات الزمنية. هذه الإصلاحات خلقت أفقًا جديدًا لاستعادة الاستقلال الوطني والسيادة الفنزويلية، مما جعل الثورة البوليفارية تحظى بتقدير عالمي." وأضاف السفير: "منذ بدايات الثورة، تعرضت فنزويلا لمحاولات تقويض من قبل المجموعات المعارضة، التي لجأت إلى وسائل غير دستورية وعنف سياسي، حيث كانت الحرب الإعلامية والمعلومات المضللة أحد الأدوات الرئيسة في هذا الصراع. في 11 إبريل 2002، ومع فشل إضراب العمال في عام 2001، شهدت البلاد انقلابًا عسكريًا بدعم من وسائل الإعلام والكنيسة، أسفر عن الإطاحة بالرئيس تشافيز لأيام." وأشار السفير إلى أن انتفاضة الشعب الفنزويلي في 13 إبريل 2002 أسفرت عن استعادة الديمقراطية في البلاد، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع مطالبين بالعودة للنظام الدستوري والإفراج عن الزعيم تشافيز. وعند عودته إلى السلطة، وجه تشافيز رسالة قوية إلى الأمة، دعا فيها إلى التسامح والتزام السلوك الديمقراطي مع أولئك الذين عارضوه. وأكد السفير أن الشعب الفنزويلي اليوم، كما كان في 2002، متمسك بسيادة وطنه وحقوقه في مواجهة التدخلات والانقلابات، مشيرًا إلى الدعم المستمر للثورة البوليفارية في ظل قيادة الرئيس نيكولاس مادورو، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو 2024. وأوضح أن المعارضة التي دأبت على رفض نتائج الانتخابات الماضية، كانت قد شاركت في انقلاب 2002، وتجاهلت نتائج الانتخابات والاستفتاءات التي أجريت على مدار سنوات. كما أشار إلى الحوادث العنيفة التي وقعت في سنوات لاحقة، مثل احتجاجات 2014 و2017، التي خلفت العديد من الضحايا والإصابات نتيجة لسياسات المعارضة التي سعت إلى زعزعة استقرار البلاد. وفي مواجهة هذه التحديات، أعرب السفير عن رفض فنزويلا القاطع للخطوات التعسفية التي تتخذها الولايات المتحدة ضد مواطنيها، بما في ذلك القوانين التي تجرم الهجرة الفنزويلية، محذرًا من العواقب الإنسانية لتلك السياسات. كما دان تعاون الولايات المتحدة مع سلفادور في اختطاف مهاجرين فنزويليين في عمل وحشي مرفوض. وختم السفير كلمته بالتأكيد على أن الديمقراطية الفنزويلية، رغم التحديات العديدة، تظل واحدة من أقوى الديمقراطيات في العالم، وأن الشعب الفنزويلي سيظل ثابتًا في مقاومته، مستمرًا في الدفاع عن سيادته وكرامته. وأشار إلى أن الشعب الفنزويلي، من خلال التفويض الدستوري الذي منح للرئيس نيكولاس مادورو في يوليو 2024، قد أكد عزمه على السير قدمًا في طريق السيادة، والسلام، وبناء الاشتراكية، لمواصلة تحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية.
في ذكرى أحداث أبريل 2002.. فنزويلا تواصل مقاومة التدخلات الأجنبية ودعم سيادتها الوطنية
