في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، استقبل وزير العمل المصري محمد جبران نظيره التركي وداد إشيق هان، وزير العمل والضمان الاجتماعي، الذي وصل إلى القاهرة على رأس وفد رسمي، تلبيةً لدعوة رسمية مصرية.
وشهدت الزيارة مباحثات موسعة تناولت سبل تفعيل خطة عمل اتفاقية التعاون الموقعة بين الجانبين، خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في الرابع من سبتمبر الماضي، إلى جانب مناقشة أعمال اللجنة المختصة بتنفيذ بنود الاتفاقية. كما تبادل الوزيران وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار منظمة العمل الدولية، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات التدريب والتشغيل وحماية حقوق العمال.
وخلال المحادثات، وجّه الوزير التركي دعوة رسمية إلى نظيره المصري لزيارة تركيا، ومن المنتظر أن تتم هذه الزيارة خلال الأشهر القليلة المقبلة، في إطار تعزيز الحوار الثنائي ومتابعة تنفيذ مذكرات التفاهم بين البلدين.
زيارة ميدانية لرموز الحضارة المصرية
وفي إطار برنامجه بالعاصمة المصرية، قام الوزير التركي، برفقة السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، بجولة سياحية مميزة شملت زيارة المتحف المصري الكبير والأهرامات، حيث استعرض روائع الحضارة المصرية القديمة وتعرف على تاريخها العريق من خلال شرح مفصل قدمه أحد المرشدين السياحيين، كما اطلع على مستجدات مشروع افتتاح المتحف من السفير موطلو شن.
كما تضمنت الجولة زيارة دار القرآن الكريم بالجامع المصري الكبير ضمن مركز مصر الثقافي الإسلامي، حيث أبدى الوزير إعجابه العميق بالمشروع، ودوّن كلمة مؤثرة في السجل التذكاري، أعرب خلالها عن امتنانه لكل من ساهم في إنجاز هذا الصرح الإسلامي الحضاري، مشيدًا بسرعة تنفيذ المشروع بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي. واطلع الوزير التركي على النقوش القرآنية المنحوتة على ألواح الرخام، والتي تم إعدادها للحفظ والتوثيق التاريخي.
السفير التركي: علاقات واعدة
وفي تصريح صحفي، وصف السفير التركي صالح موطلو شن الزيارة بأنها “ناجحة ومثمرة للغاية”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعزيزًا ملموسًا في التعاون بين مصر وتركيا في مجالات العمل والتشغيل، ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والبشرية في كلا البلدين.
وأضاف السفير أن الزيارة تمثل محطة هامة في مسار العلاقات الثنائية، كاشفًا عن وجود زيارات وزارية أخرى مرتقبة من الجانب التركي إلى مصر، بما يعكس الزخم الذي تشهده العلاقات المشتركة على المستويين السياسي والفني.
تأتي هذه الزيارة في إطار مسار دبلوماسي نشط يشهده البلدان منذ إعادة تفعيل العلاقات الثنائية، وتأكيدًا على الرغبة المشتركة في فتح آفاق أرحب من التعاون البناء، خاصة في الملفات الاجتماعية والاقتصادية ذات الأثر المباشر على حياة المواطنين.