02 - 05 - 2025

المرصد الأورومتوسطي: كلاب عسكرية هولندية لدعم جيش الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين

المرصد الأورومتوسطي: كلاب عسكرية هولندية لدعم جيش الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين

شبكة عابرة للحدود تساند آلة القتل الإسرائيلية

منذ بدأت إسرائيل حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني لتهجيره، مدعومة سياسياً وعسكرياً من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الغربية والشرقية، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن تواطؤ حكومة هولندا، في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة قطاع غزة، باستمرارها في دعم آلة الحرب الإسرائيلية.

المرصد في بيان صحفي له أوضح أن هولندا، صدرت منذ أكتوبر 2023 وحتى فبراير 2025، 110 كلاب لكافة الأجهزة الأمنية والجيش في إسرائيل، لاستخدامها كأداة للتعذيب والترويع الممنهج، لفرض هيمنتها الكاملة على الشعب الفلسطيني، وتجريدهم من إنسانيتهم، والتدمير الكلي لوجودهم (وهو ما نطلق عليه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري).

واستند المرصد الأورومتوسطي في اتهامه للحكومة الهولندية بدعم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني إلى معلومات كشف عنها "مركز أبحاث الشركات متعددة الجنسيات SOMA "، بحصول شركات هولندية على شهادات بيطرية لتصدير 110 كلاب لإسرائيل، 100 منها لشركة "Four Winds K9 " وهي مركز لتدريب الكلاب بقرية "خيفن" الهولندية، وتملك سجلاً طويلاً لتصدير الكلاب لإسرائيل.. كما لفت مركز الأبحاث إلى إقامة المحامية الهولندية "ليزبيث زيجفيلد" دعوى قضائية ضد الشركة في عام 2017، كما كشفت عن وثائق سرية مسربة يؤكد تدخل وزارتي الدفاع والعدل الإسرائيليتين للدفاع عن الشركة عبر شركات محاماة هولندية لحمايتها من المساءلة القانونية عن دورها في دعم الجرائم الإسرائيلية.

تحقيقات المرصد من خلال فرقه الميدانية كشفت عن وجود شبكة عابرة للحدود متواطئة بصورة نشطة لتغذية آلة القتل والقمع الإسرائيلية، واستمرار الدور الحيوي لشركة الكلاب العسكرية الهولندية وغيرها من الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة والمعدات العسكرية لمساعدتها على ارتكاب جرائم دولية وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي بحق الفلسطينيين بعموم الأراضي المحتلة، وجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

الفرق الميدانية للمرصد الأورومتوسطي ـ وفقاً للتقريرـ وثقت استخدام إسرائيل للكلاب العسكرية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين دون قيد أو رادع، لافتة إلى استخدام الكلاب لاغتصاب الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية بشكل ممنهج ومتعمد من العنف الجنسي يشمل التعرية القسرية، والتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب، واستخدام أدوات حادة وإدخالها في المناطق الحساسة من أجساد الأسرى والمعتقلين أمام السجانين ومحتجزين أخرين لإذلالهم والتنكيل بهم جسدياً ونفسياً.

فرق المرصد الأورومتوسطي كشفت أيضاً عن استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب العسكرية الضخمة ضد المدنيين بصورة منهجية، خاصة أثناء اقتحام المنازل ومراكز الإيواء والمستشفيات، خلال العمليات البرية التي نفذها في مدينة غزة وشمالها وخانيونس، موضحة أنه يتم تثبيت كاميرات مراقبة على ظهور الكلاب لاستطلاع المنازل والمنشآت قبل اقتحامها، واطلاقها لمهاجمة المدنيين ونهش أجسادهم بأوامر جنود الاحتلال الذين يسخرون من معاناة الضحايا، بل ويتركوها تنهش جثامين القتلى (أي الشهداء وفقا لتصنيفنا) لترويع الفلسطينيين.

تقرير المرصد أعاد للأذهان حادثة الاعتداء على المسنة الفلسطينية "دولت الطناني" التي نهشها كلب عسكري إسرائيلي وهي في منزلها بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، في 14 مايو 2024، والتي قالت لفريق الأورومتوسطي "كنت نائمة في منزلي، الذي رفضت مغادرته بعد توغل الجيش الإسرائيلي في المخيم.. واستيقظت على صوت تفجير أحد جدران المنزل وجنود الاحتلال، وخلال لحظات هاجمني كلب على ظهره كاميرا، وبدأ بعضي ونهش كتفي ووصلت أنيابه لعظامي، وسحبني للخارج، وأنا أصرخ والجنود يضحكون حتى جاء أحد أقاربي ودفع الكلب بعكازه وأغلق باب الغرفة، وعمل على إيقاف النزيف باستخدام غطاء الرأس.. وفي اليوم التالي نقلت لمستشفى "اليمن السعيد" ومنه لمستشفى "كمال عدوان" ثم مستشفى "العودة"، ولكن الخدمات كانت محدودة وعملوا لي جبيرة وحتى الآن أعاني من الإصابة".

وفي محيط مستشفى الشفاء، اقتحم جنود الاحتلال في التاسعة صباحاً عمارة "اليوسف" وهنا يقول "يوسف فزع" أن الجنود اقتحموا الشقة وتم إدخال كلب أسود، هجم علي وعضني في صدري ومزق قدمي وسحبني من أول الشقة لأخرها، وبعد وقت سحبه أحد الجنود بعد أن نزفت كمية كبيرة من الدماء".. الشهادات كثيرة ومتعددة في ذلك السياق، لكننا نقف أمام قصة امرأة طلبت عدم ذكر اسمها لفريق الأورومتوسطي وتم الإشارة لها بـ "م. س" وهي أم لطفلة في الثانية من عمرها "اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا، وأدخلت الكلاب، وهاجمتنا، أخرجونا بعد وقت ثم قتلوا جد زوجي وعمه وأجبرونا على النزوح لجنوب قطاع غزة".

دولت المسنة

المرصد أوضح في تقريره أن الكلاب لم تستخدم لترويع وقتل المدنيين في منازلهم ومراكز الإيواء، وإجبارهم على التهجير القسري فحسب، بل استخدمت الكلاب العسكرية في اقتحام المستشفيات، أواخر عام 2023، وفي اجتياح مجمع "الشفاء الطبي" في مارس 2024، وقامت الكلاب بنهش النازحين والمرضى والجرحى والجثامين والفريق الطبي.. وفي ذلك السياق قالت الطبيبة "إسلام صوالي" إنه عند اقتحام جيش الاحتلال مستشفى ناصر في خانيونس شهر فبراير 2025، تم استخدام الكلاب لترويع الطواقم الطبية والنازحين وإجبارهم على إخلائه قسراً.

تطول القصص والحكايات بشأن استخدام الكلاب العسكرية المستوردة من هولندا، وغيرها.. لذلك ندد المرصد الأورومتوسطي بدور الشركات المزودة إسرائيل بالأسلحة والمعدات العسكرية والكلاب، مؤكداً أن ذلك وفقا للقانون الدولي ومبادئ المحكمة الجنائية الدولية يعد مساعدة وتحريض، وبالتالي فإن هذه الشركات عليها مسؤولية جنائية بالمشاركة المتعمدة لارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.

المرصد دعا الحكومة الهولندية إلى التجميد الفوري أو تعليق جميع تراخيص تصدير الكلاب لإسرائيل لحين إجراء تحقيق مستقل وشفاف يقوم به مجموعة من الخبراء القانونيين والفنيين المستقلين تحت مظلة البرلمان الهولندي، كما دعا الحكومة والشركات الهولندية المتورطة في دعم الجيش الإسرائيلي إلى إنشاء صندوق خاص لتعويض الضحايا الفلسطينيين وتقديم المساعدات الطبية والنفسية للمتضررين جراء الأضرار التي تعرضوا لها نتيجة لاستخدام إسرائيل الكلاب العسكرية الهولندية ضدهم.