01 - 05 - 2025

ضوء | الكذب رفيق الهمجية والتوحش

ضوء | الكذب رفيق الهمجية والتوحش

اعتمدت أمريكا منذ نشأتها وتأسيسها على سياسة الهمجية والتوحش، وتعليق جماجم الهنود الحمر وتعذيب الزنوج، لكن هنري كسينجر هو من أطّهر سياسة التوحش هذه في الحرب على فيتنام، عندما أجبر المقاومة الفيتنامية على التفاوض، بإرسال أمريكا المزيد من القنابل الثقيلة التي تلقيها قاذفات ٥٢ على المدنيين، وها هم يعيدون الكرّة تلو الأخرى.

والسياسة الأمريكية البريطانية التي صنعت الكيان الصهيونى في قلب الوطن العربي، وغذته بالقوة والعتاد، وزوّدته بالعصابات، هي من فعلت في قرى ومدن فلسطين منذ ١٩٤٨ حتى اللحظة مثلما فعلوا مع الهنود الحمر، وبالضبط يكررون وحشيتهم الآن في غزة والضفة والقدس، ومع الأسرى الفلسطينيين في غزة وفي كافة السجون الصهيونية، وكانوا يريدون أن ينقرض الشعب الفلسطيني كالهنود الحمر، لكنّ هيهات، سيبقى شعب الجبارين يقاوم.

إن من أهداف طوفان الأقصى: الوحدة الفلسطينية، وتحرير الأرض، وتحرير الأسرى.

هذه الوحدة التي يجب أن يكون جوهرها وهدفها تحرير الأرض، ولا يمكن تحرير الأرض إلا بالوحدة والمقاومة، لأن الحرية تؤخذ ولا تعطى على طبق من ذهب، وثمنها باهظ جدًا لا محالة، والمقاومة هو الطريق الصحيح والمسار الوحيد الذي يحقق هدف التحرير.

المقاومة بكل اشكالها السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية وغيرها.

ولا يمكن أن نلوم الضحية ونبريء الجلاد.

الكذب رفيق سياسات أمريكا المتصهينة في كل مرحلة، قلب الحقائق وتزييفها، النتن ياهو يقول: نحن لم نقتل حتى مدنياً واحدًا! ويكذب بكل صفاقة مدّعياً أن حماس هي من تقتل شعبها! ويكذب قائلا: لم نجوّع غزة بل حماس هي من جوّعت شعبها! ويمعن في كذبه قائلا: نحن لا نسمم الآبار المائية! وحدها الآبار تتسمم!

العالم يرى الطائرات الصهيونية تقذف آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ على كل شبر في غزة، يرى الوحشية والتوحش الصهيوني، يرى النازية والفاشية، ويأتي النتن ليكذب بكل صفاقة، وأعضاء الكونغرس الأمريكي يقفون مصفقين له في كل دقيقة، خطاب النتن ٥٠ دقيقة، وهم صفقوا له ٥٠ مرة! هذه الدكتاتورية الحقيقية التي نراها أمام الأعين، لم نرّ مجلس الشعب المصري أو العراقي أو الليبي يصفق في كل لحظة لما نطق به مبارك أو صدام أو القذافي ، لكننا نرى بأم أعيننا الكذب والنفاق والخسة والنذالة التي تحركها المصالح ومصانع السلاح والمال والإعلام.

لماذا أيها النتن ياهو لم تقل أنكم لم تقتلوا الصحفيين ولا الأطباء ولا الممرضين ولا المسعفين ولا الأطفال ولا النساء؟ وحدهم ماتوا بلا سبب!

لماذا لم تقل أنكم لم تتسببوا في إعاقة أكثر من مائة ألف مدنيً؟ وحدهم أصيبوا بجروح وبأنفسهم بتروا أعضاءهم!

لماذا لم تقل أنكم لم تهدموا المدارس ورياض الأطفال والمساجد والبيوت والمستشفيات وخيام اللاجئين على رؤوس المدنيين؟ وحدها تهدمت وسقطت!

كذبكم وخداعكم لن ينطلي على العالم.

نصرخ كما صرخ الثوار الإيرلنديون (جليندر، بيرس، وكولنز) في وجه الفاشية الإنجليزية: "أخرجوا من بلادي أيها الكلاب".
-------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
* سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الشعب العربي كله ضد التطبيع