في سياق تنامي العلاقات التجارية بين القاهرة وأنقرة، أكد السفير التركي في مصر، صالح موطلو شن، أن بلاده تحتل المرتبة الثالثة عالميًا في إنتاج التفاح، مشيرًا إلى أن هذه الفاكهة تحتل في تركيا مكانة شبيهة بما تمثله المانجو للمصريين.
وأضاف السفير في تصريحات صحفية خلال استقباله وفدًا من بورصة إسبرطة التجارية، أن مدينة إسبرطة تُعد العاصمة الزراعية لإنتاج التفاح في تركيا، فضلًا عن كونها مركزًا عالميًا لإنتاج زيت الورد، أحد المكونات الأساسية في صناعة العطور الفاخرة حول العالم.
وأوضح السفير شن أن زيارة الوفد التركي إلى القاهرة تهدف إلى استكشاف السوق المصرية ورصد الفرص الاستثمارية في قطاع المنتجات الزراعية، في ظل تزايد الطلب المحلي وارتفاع وتيرة الاستهلاك الغذائي.
وقال السفير التركي:"تدعم سفارتنا بالكامل كل مبادرة يقودها رجال الأعمال الأتراك، شرط أن تنطلق من فهم متوازن وعادل للتجارة الثنائية بين بلدينا."
التفاح التركي.. إلى مائدة المستهلك المصري؟
الوفد التركي الذي يضم عددًا من كبار منتجي ومصدّري التفاح في تركيا، أجرى لقاءات مع مستوردين وممثلين عن شركات توزيع مصرية، لبحث سبل إدخال التفاح التركي عالي الجودة إلى السوق المصري، والذي يشهد منافسة شديدة في قطاع الفواكه الطازجة.
وتراهن تركيا على الميزة التنافسية لمنتجاتها الزراعية، لا سيما من حيث الجودة والسعر، لتوسيع حضورها في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتُعد مصر بوابة استراتيجية في هذا الإطار.
كما يسعى المصدرون الأتراك إلى ترويج زيت الورد التركي، المستخرج من مزارع إسبرطة، باعتباره منتجًا عالي القيمة يدخل في صناعات العطور ومستحضرات التجميل، التي تعرف إقبالًا واسعًا في السوق المصرية.
تعاون تجاري متنام
وتأتي هذه التحركات في ظل تطور ملحوظ في العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، حيث شهد العامان الماضيان زيارات متبادلة رفيعة المستوى، واتفاقًا على تعزيز التبادل التجاري، وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة، خصوصًا في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية والنقل اللوجستي.
يُذكر أن التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 10 مليارات دولار في السنوات الأخيرة، مع تسجيل واردات زراعية متزايدة من الجانبين، وهو ما يدفع المستثمرين للبحث عن فرص تكامل جديدة.
