23 - 04 - 2024

"يحى حامد" وحديث التدمير

خرج علينا قبل ايام وزير الإستثمار في عهد الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، في حوار تليفزيوني على فضائية "الجزيرة مصر"، والذي لم أعرفه شخصا بصفتي متابع للشأن الإقتصادي المصري من منتصف السبعينيات وحتى الآن، الا عندما جاء وزيرا، ليوزع الاتهامات دون دليل، وسط صمت من المحاور.

لن اقف طويلا أمام حديثه حول الشأن الإقتصادي لأن هذا محل خلاف، وحتما أن وزيرا هرب متخفيا من البلاد بعد الموجة الثانية من ثورة 25 يناير في 30 يونيو لن يقف في صف المحايدين والمحلل الموضوعي، بل سيُكيل الاتهامات حتى لو كان هذا يهدم المعبد "المصري" على المصريين.

سأقف عند جملة خطيرة قالها السيد المدعو "يحى حامد" ليقول بالحرف مكررا " نحن مع الدفاع عن النفس و العرض و كل ألوان المقاومة للانقلاب العسكري عدا الدم"، وجاء ذلك ردا على سؤال للمذيع المحاور دار مفهومة حول هل أنتم مع ما يحدث من تدمير للمرافق العامة ومظاهرات، وغيرها من أفعال".

خطورة من قاله، وللاسف كان يسمى وزيرا ومسؤولا في مرحلة ما ومن خلال قناة الجزيرة هو دعوة لاسقاط الدولة ودعوة المعترضين الى فعل كل شئ حتى الحرق والتدمير، وأراد السيد الوزير ولأن الحديث كان على الهواء مباشرة، تبيض وجهه بالقول "عدا الدم".

حديث وزير الرئيس المخلوع، لا يجب أن يمر مرار الكرام، بل يحتاج الى وقفة متأنية، خصوصا أن يؤكد كل من يتردد ويقال عن إتهامات لجماعة الأخوان وأنصارها من أنهم وراء كل ما يحدث من أعمال تخريب في البلاد، والتحريض على حمل السلاح، ووضع النساء في المواجهة خلال  المظاهرات لمزيد من البكاء.

كلام يحي حامد، إما أن يخرج أحد ويصحح ويفند ما قاله، أو سيصبح دليل إدانة، ضد أعضاء جماعته، ويضع الحابل على النابل، والسيد الوزير في عهد مرسي، أخذ راحته في الكلام، خصوصا أنه يتحدث وهو خارج الحدود، ومن الفنادق التي يعيش فيها، ولا يدرك خطورة ما قاله على العديد من البسطاء الذين يدخول معترك المظاهرات والمسيرات، إما بحُسن نية، أو دون إدراك للمخاطر المحيطة.

ألقى يحي حامد "قنبلته" وذهب لينام في فراشه الوثير، بينما يكون أحد من البسطاء إعتبر كلماته أمرا، وفريضة، وفتوى، وإتخذ من كلمات الوزير غير المسؤولة خطوة في إتجاه حرق سيارة شرطة، أو قطع كابل كهرباء، أو تدمير برج خط شبكة كهرباء، أو أي فعل تدميري أخر، أو زرع قنبلة يدوية، في مكان ماء، قد يروح ضحيتها أحد البسطاء الأخرين من أبناء الوطن، وقد ينتهي بهذا الشخص الذي سمع كلام الوزير وإعتبره تكليفا، وفي أفضل الأحوال على "برش" فى حجز قسم شرطة، أو في أحد سجون مصر إنتظارا لمصير مجهول، بينما يظل المحرض الأول "الوزير الهارب" في فراشه الوثير، ومٌستضافا في فضائيات، مازال دورها مريبا، فاتحا فاه، ليُمهد لضحايا أخرين.

أعتقد أن ما قاله الوزير عريضة إتهام ضده، وضد أخرين، حتما سيستحق ان يحاكم على تحريضه، بل أن يحي حامد مثل غيره من مناضلي الفاضائيات يساهمون في مزيد من توفير الأرضية لتكفين ودفن كل ما يحاول البعض إحيائه، بشأن مقولات التصالح والمصالحة.

وتضمن حديث الوزير مقولة أتمنى أن يكون في الميدان لينفذها، حتى يُظهر مدى مصداقيته، فقد قال بالحرف الواحد "السيسي خائن و قاتل وسنقاومه حتى أخر رجل في الإخوان المسلمين"، والسؤال الذي يطرح نفسه على السيد "يحي حامد" طالما هذا قرارك، فقبل أن تزج ببنات وسيدات وشباب، جرفهم تيار تحريضك، قدم نفسك أولا، أم أنك تريد القول "سنضحي بكل الإخوان، ماعدا أنا"!!!

‎##

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | رعاية القتل والانحطاط الأخلاقي





اعلان