30 - 04 - 2025

بالوقائع والمستندات .. حكاية النادى النهري للصحفيين

بالوقائع والمستندات .. حكاية النادى النهري للصحفيين

كنت قد قررت  الصمت ولا أذكر من تاريخ نقابتنا العريق الكثير فيما يتعلق بقضية النادى النهرى ، خاصة ما كان يتم  فى العلن، أقصد  الجمعيات العمومية والاجتماعات والقعدات الجانبية ، احتراما لمن رحل من الأصدقاء والزملاء والأساتذة من جهة ولمعالجة ما يمكن علاجه من جهة ثانية، ومع تقدم السن والأحداث أصبح لزاما علينا ان ندقق فيما  يمكن إذاعته من حقائق بقدر الإمكان.

وأنا فى سرد هذه المعلومات لا أقصد تجريحا، ولكن أريد تصحيحا من شيوخ المهنة ممن يمتلكون النصف الآخر من الحقيقة ، والأمر المهم أنه ليس المقصود به إساءة إلى أحد أو اشتراك مع أو ضد أشخاص بعينهم فى الحملات الانتخابية. 

 وأكرر للمرة المليون اعتزازى وتقديرى لكل من ساهم بأي جهد فى سبيل إسعاد الزملاء ، ولينتظروا المكافأة الأكبر من الله. 

 وهذه بعض المعلومات المتوفرة لدي عن تاريخ إنشاء النادى النهرى للصحفيين - الذى يحمل اسمهم ولا ولاية للنقابة عليه - وحتى يعرف الزملاء ممن لم يعيشوا هذه الفترات بعض الوقائع والأحداث التى صاحبت إنشاءه ..

وهذه الحقائق لمن يقول ان النقابة لم تسع  فى الماضى للحصول على أرض أو تبنى ناديا ، وأن ما تم كان بجهود بعض الأساتذه الكبار. 

واستند فى معلوماتى لمعلومات أعرف بعضها ،  وموثق بعضها  بالأوراق وبشهادة شهود مازالوا على قيد الحياة أمد الله فى عمرهم 

وهذه هى تفاصيل قصة النادي النهري                 

  • خصصت محافظة القاهرة قطعة أرض لنقابة الصحفيين أمام مسرح البالون لإنشاء نادي إجتماعي للصحفيين وأسرهم علي النيل أسوة ببعض النقابات المهنية والهيئات والنوادى.. وكان ذلك تقريبا في عام ١٩٨٣ في عهد النقيب الأستاذ  صلاح جلال الذي استمر نقيبا لدورتين من(1981-1985) 
  • بعد انتهاء ولاية الأستاذ صلاح جلال عام1985 وفي الفترة من عام (1985 -1989) وبدلا من أن يتم الشروع في بناء النادي علي الأرض المخصصة بإسم النقابة، فوجئت الجمعية العمومية بقيام الزميل الراحل إبراهيم حجازي بالتنسيق مع  النقيب بإرسال خطاب صادر عن النقابة لمحافظة القاهرة أو وزارة الري بالتنازل عن قطعة الأرض المشار إليها بحجة صغر مساحتها وعدم وجود عمق مناسب لها يسمح بالبناء عليها وطلبا تخصيص مكان بديل.!!                                                                   
  • ورغم أن الاقتراح من أصدقاء  الصحفيين من كبار المسؤولين وقتها  كان ردم جزءفى النيل - مثل بعض النقابات والهيئات الأخرى – لكن السيد النقيب والأستاذ إبراهيم حجازى رفضا الاقتراح للحصول على قطعة أكبر. 
  • وبالفعل تم سحب قطعة الأرض المخصصة للنقابة، وتم تخصيص القطعة المقام عليها النادي حاليا، وكانت وقتها بعيدة عن التميز العمرانى مثل العجوزة.
  • لكن المفاجأة التى تم اكتشافها فيما بعد، أن قرار التخصيص الجديد لم يكن باسم نقابة الصحفيين مثل قطعة الأرض التى تنازل عنها النقيب والأستاذ حجازى ، ولكن تم التخصيص باسم نادي الصحفيين النهري للتجديف والرياضات المائية ، والمفاجأة الكبرى حين تعرفون من مؤسس هذه الجمعية التى خصصت الأرض باسمها 
  • المفاجأة ان هذه الجمعية باسم مجموعة من الصحفيين منهم الأستاذ إبراهيم حجازي، وهكذا أصبحت تبعية هذه الأرض للجهة الإدارية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة وليست لنقابة الصحفيين!!                   

  - ويفسر البعض هذا التصرف - وأنا لست ضده ولست معه لكننى أطرحه لمن يؤكده ولمن يصححه أو ينفيه ، فنحن الآن لانريد إلا الحقيقة أو حتى ما تيسر منها ، فقد يقنعنا. 

  • يقولون  كانت الفكرة الأساسية التي تقف وراء خروج النادي من تحت عباءة النقابة ، أن يكون هناك كيان مواز للنقابة يستطيع فيه البعض أن يمارسوا تأثيرهم على النقابة من خلاله ، خاصة خلال الفترات بين ولايات النقباء التي شغلها من 1985 و حتى ٢٠٠٣ الراحلين الأستاذين إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد ، وهو ما كان يحدث بالفعل، بل كانت بداية لفتور اللقاءات الانتخابية الساخنة والندوات داخل النقابة بما فيها من حيوية وقربها من وسط البلد بعد انتقالها للنادي!! 
  • هذا السرد التاريخى .. لماذا؟ 

ليفسر كيف  فقدت  النقابة الولاية علي ناديها ، وأصبح من الناحية القانونية ناد عام وبالضغوط وبالوضع العرفي أصبحت عضويته باشتراك لمن يرغب من الصحفيين ،  لكن لم يمنع ذلك من حالات اشتراك غير الصحفيين. لانه لا يوجد مايقيد أو يمنع فى لائحة النادى اقتصار العضوية على أعضاء نقابة الصحفيين! 

  • المهم تفجر الموضوع داخل الجمعية العمومية وكانت تركيبة مجلس النقابة  وقتها (لم تكن تسمح لغير الاساتذة  جلال عارف وصلاح عيسى ومجدي مهنا وعلي هاشم بتبنى الموضوع وطرحه علي الجمعية العمومية التي كانت وقتها الطرف الأقوى)   

ومازال بيننا أمد الله فى عمره  الزميل الاستاذ على هاشم، تستطيعون الرجوع إليه للتحقق أو الإضافة أو التأكيد أو النفي، لما أقوله 

  • - وبالفعل أخذت الجمعية العمومية قرارا بولاية النقابة علي النادي، ومنشور مع المقال صور ضوئية من قرارات الجمعية العمومية 
  • بمعنى طلبنا الآن بولاية النقابة على النادى النهرى قرار جمعية عمومية هى السلطة الأعلى من أي نقيب أو مجلس نقابة                                                     - وجاء  الأستاذ مكرم محمد محمد أحمد نقيبا للصحفيين (1989 - 1993) وبعد عرض الموضوع عليه وقرار الجمعية العمومية أبدي حماسا للتحرك في الموضوع  ثم بدأ حماسه يفتر، ويراوغ  على حد وصف بعض الزملاء وقتها بحجج مختلفة ومنها "متحطونيش في مواجهة مع حد" أو "أنا مش قد محمود السعدني" الذين  اختاروه رئيسًا للنادي لمواجهة أصدقائه الأستاذين جلال عارف وصلاح عيسى!!                         
  • وتحت الضغوط الشديدة من الجمعية العمومية وبعد أن تحقق بعض التوازن داخل مجلس النقابة وافق  الأستاذ مكرم محمد أحمد، أن يقوم الأستاذ جلال عارف بصفته وكيلا للنقابة بمخاطبة الجهات الإدارية بتصحيح الأوضاع لعودة ولاية النقابة علي النادي تنفيذًا لقرارات الجمعية العمومية.                 

    - لكن ممارسة الضغوط علي الجهة الادارية وتردد الأستاذ مكرم بسبب خوض المعركة الانتخابية لتنفيذ قرار الجمعية العمومية جعل وزير الشباب والرياضة وقتها (أعتقد إنه د. عبدالمنعم عمارة) يقول بوضوح وصراحة لجلال عارف وصلاح عيسي : أحنا كوزارة معندناش مشكلة لكن أنتم لازم تتفقوا !!

   - أعتقد أن هذه الضغوط التي مورست ولم تأت بثمارها قد أسفرت عن اقتصار عضوية النادي علي الصحفيين أو من يريد الاشتراك منهم، ولكن هذا الأمر أدي الي قلة الإقبال علي العضوية وبالتالي قلة الاشتراكات واعتماد النادي علي الدعم من بعض الجهات والأشخاص، وأدي هذا الوضع أيضا إلي انعدام الرقابة وتسيير الأمور بقرارات فردية، وحدوث تقلبات عديدة و عبر تشكيل مجالس ادارات مصطنعة وبأشخاص يحركهم ما أدي إلي دخول النادي في نفق مظلم وانتهى به الأمر الي هذا الوضع البائس خاصة بعد رحيل الأستاذين إبراهيم نافع وإبراهيم حجازي.       

ويبقى السؤال الذى يتردد فى أذهان البعض من الزملاء: مالنا ومال التاريخ ده يحلوه ومره. 

لأن هذا السرد يفسر حالة التخبط والانهيار فى منشأت النادى طوال السنوات الماضية والتى لا علاقة للنقابة به من قريب أو من بعيد 

 والإجابة البسيطة التالية هى : من رحم التاريخ يولد الحاضر، ومن الحاضر يولد المستقبل. 

والنتيجة التى أريد الوصول إليها دون أي غرض أو مرض، فلست مرشحا ولست ضد أحد من الزملاء، وأتمنى للجميع التوفيق وأتقدم لهم جميعا بالشكر والعرفان، ومنهم الأستاذ محمد شبانة نفسه، حتى لا يظن أحد أى ظن سيء ، لكن قضيتى بعد هذا السرد التاريخى أن وجود هذا النادي في حوزة النقابة أفضل مليون مرة من وقوعه تحت سيطرة من هو غير صحفى فى وقت ما ، أو من جهة إدارية ما لا قدر الله، إذا حدثت خلافات أو صراعات أو حسابات  مالية أو إدارية..

ومن جهة ثانية ليسهل علي النقابة إيجاد متنفس للزملاء له  طابع اجتماعي وأسري ويخفف الضغط عن مبنى النقابة..

 وأخيرا سيكون إشراف مجلس النقابة عليه أكثر انضباطًا، بل ويمكن محاسبته فى إطار العمل النقابى 

  • أيها الزملاء  لن نعيش للأبد، ويكفينا عبرة من التاريخ الذى ذكرته أن العديد من الزملاء الذين ذكرتهم رحلوا وتركوا لنا بعض الغصة، لذلك علينا التعلم منهم بألا نترك للزملاء الجدد مثل هذه الغصة. 
  • تعالوا نتفق جميعا ونرفع شعار عودة النادى النهرى لنقابة الصحفيين والعمل معا لتعديل أى أوراق ، وأعضاء المجلس السابق والحالى ومن سيأتى مع الجمعية العمومية قادرون 
  • تعالوا معا نرتفع بالقضية لمصلحة دائمة للصحفيين والابتعاد عن اتهامات متبادلة تنال منا أمام الرأي العام ولا  نسمح بالاتجار بالنادي النهري أو الصيد فى الماء العكر بين المرشحين. 
  • تعالوا معا  نرتفع ونسمو بالقضية ونسعى جميعا لعودة ولاية النقابة على النادى النهري مثلنا مثل نقابات المهندسين والأطباء والمحامين والمهن الفنية والتجاريين والقضاة وغيرهم من الفئات الأخرى، فنحن لا نقل عن هذه الجهات ، فمن يدخل هذه النوادى يدخل بكارنيه نقابته وليس بكارنيه منفصل.
  • تعالوا معا  نرتفع بالقضية ونسارع بتصحيح هذا الوضع ويكون من حق الصحفي بحكم عضويته بالنقابة الاستفادة من النادي النهري باعتباره ناديا اجتماعياً فى المقام الأول ومتنفسا على نهر النيل الخالد ، ويسدد فى خزينة النقابة الاشتراك لنزيد موارد النقابة ، وليكون لكارنيه النقابة فاعلية وتأثيرا داخل منشأت النقابة التى تحمل اسمها ، قبل أن نطالب الجهات الخارجية بالتفاعل مع الكارنيه وحامله.
  • تعالوا نرتفع بالقضية من صراعات انتخابية كما يظن البعض إلى الأبقى، وهو أن نترك للأجيال القادمة أشياء، وتاريخا ، يضاف إلى تاريخنا المضئ الذى صنعه أساتذتنا، ما يجعلهم يقدروننا عليه وقد يترحمون به على أرواحنا ، فتصيبنا حسنات من "عمل ينتفع به " 
  • أعتقد أن هذا هو الذي يليق بنا جميعا إذا كنا جادين بعيدا عن أشياء ستزول ، اليوم أو فى الدورة الانتخابية القادمة أو ما بعدها!
    _______________
    بقلم: يسرى السيد 
    [email protected]