07 - 05 - 2025

المنظمات الأممية: لا مكان للأطفال في غزة.. 100 طفل يستشهدون ويصابون يوميا

المنظمات الأممية: لا مكان للأطفال في غزة.. 100 طفل يستشهدون ويصابون يوميا

المنظمات الأممية: استشهاد 200 طفل وإصابة 660 آخرين بالضفة  

في غزة يُعامل الناس وكأنهم كرات تتقاذفها الأوامر العسكرية التي تتلاعب بمصيرهم وحياتهم، نتيجة أوامر النزوح القسري التي يصدرها الاحتلال الإسرائيلي كل يوم.. وكأن الموت والمرض والدمار والجوع لم تكن كافية للفلسطينيين في غزة، التي باتت الأنقاض فيها هدفاً.. هكذا وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" فيليب لازاريني، الوضع في القطاع المنكوب والذي يتعرض للإبادة الجماعية منذ السابع من أكتوبر 2023.

فيما وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" حال أطفال قطاع غزة بأنها أرواح صغيرة تُزهق في حربٍ ليست من صنع الأطفال، وأن وقف إطلاق النار منحهم فرصة كي يبقوا على قيد الحياة، وأن يعيشوا طفولتهم، لكن استئناف الحرب سلبهم من جديد طفولتهم، وحوّل غزة إلى "أرض لا مكان فيها للأطفال".. إنها وصمة عار على إنسانيتنا المشتركة، لأنه لا شيء يُبرر قتل الأطفال، أينما كانوا، هكذا وصفت المنظمات الأممية ما يحدث لأهالي قطاع غزة وأطفالها، الذين يتعرض ما لا يقل عن 100 طفل للقتل أو الإصابة يوميًا منذ استئناف الضربات الجوية في 18 مارس المنصرم.

* استشهاد وإصابة 38 ألف طفل

ووفقاً لتقديرات المنظمات الأممية فإن قرابة 2000 طفل فلسطيني بقطاع غزة تعرض للقتل أو الإصابة خلال 20 يوماً، وهي الفترة ما بين 18 مارس المنصرم وحتى السادس من إبريل الجاري، بخلاف استشهاد نحو 200 طفل وإصابة 660 بالضفة الغربية المحتلة، وفقاً لتقديرات وزارة الصحة الفلسطينية.

ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، يعد الأطفال ضمن بنوك أهداف الاحتلال، كما أوضحت أرقام "الأونروا" و"اليونيسف" ووزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 17 ألفا و954 طفلا بينهم 274 رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال القصف، و5 ألاف طفل من ذوي الإعاقة، و876 طفلاً دون العام، و52 طفلاً بسبب الجوع، و17 طفلاً نتيجة البرد القارس والحرمان من الخيام والسكن، بالإضافة لـ 55 ألف طفل مفقودين تحت الركام.. علماً بأن عدد الشهداء في القطاع يتجاوز 55 ألف شهيد.

فيما كشفت الأرقام الدولية والمحلية عن إصابة أكثر من 20 ألف طفل، بينهم 4500 طفل معاقين حركياً، نتيجة لبتر أطرافهم العلوية والسفلية، كما أصيب عدد منهم بالعمى والطرش.. وفي ذلك السياق أوضحت تقارير وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال لم يسمح بخروج سوى 3% منهم للعلاج خارج القطاع، علماً بأن الكثير منهم بحاجة لإجراء عمليات جراحية وتلقيي العلاج بالخارج، خاصة وأن استهداف الاحتلال للمستشفيات أخرج 27 مستشفى من الخدمة من أصل 388 مستشفى، وتبقى 11 مستشفى منها 6 مستشفيات صغيرة، وجميعها تعمل بشكل جزئي وتعاني من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة أكثر من 85%، وقطعا هي عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية المكتملة واستقبال الأعداد الكبيرة من الإصابات التي تصل إليها يومياً.. فضلا عن وجود 2500 طفل مريض بالسرطان ولا يوجد علاج لهم بالقطاع، بعد نسف الاحتلال للمستشفى الوحيد الذي يقدم الخدمات الصحية لمرضى الأورام، وهو مستشفى الصداقة التركي الذي نسف كاملاً.. كما خرج 16 مركزا صحيا من أصل 52 من مراكز الرعاية الأولية تماما عن الخدمة.

** الحليب يكفي 400 وشلل الأطفال يهدد الجميع

ومن جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من نفاد الأغذية التكميلية للرضع في غزة، موضحةً أن الكمية الموجودة من الحليب الجاهز تكفي 400 طفل لمدة شهر.. وفي ذات السياق طالبت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإدخال اللقاحات الخاصة ضد مرض شلل الأطفال وإتاحة ممرات أمنة لضمان الوصول للأطفال بكافة مناطق القطاع، محذرةً من خطر يهدد 602 ألف طفل بالإصابة بشلل دائم وإعاقة مزمنة في حال عدم توافر اللقاحات اللازمة لهم.. ويذكر أن الاحتلال يمنع إدخال لقاحات شلل الأطفال مما يشكل قنبلة موقوتة تهدد بتفشي الوباء، وهو إمعان باستهداف الاحتلال لأطفال غزة.

وكان وكيل وزارة الصحة د. يوسف أبو الريش ـ وفقا لما نشره الموقع الرسمي للوزارةـ قد أوضح خلال لقائه مع منسقة الشئون الإنسانية بالإنابة سوزانا تكاليتش، أمس الأحد/ 6 إبريل 2025/ أن الوضع الصحي والانساني في قطاع غزة وصل إلى مستويات خطيرة وكارثية، لافتاً إلى أن 59% من الأدوية الأساسية، و 37% من المهام الطبية رصيدها صفر، وأن استمرار إغلاق المعابر يفاقم الحالة الصحية لمئات المرضى والجرحى ممن ينتظرون السفر للعلاج بالخارج، في إشارة لوجود 13  ألف حالة مرضية بحاجة إلى مغادرة القطاع لمتابعة العلاج التخصصي، وأن منع الإمدادات الغذائية يهدد الأمن الغذائي ويزيد من خطورة تسجيل حالات وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية والاصابة بفقر الدم.

أبو الريش أكد أن مستشفيات قطاع غزة بحاجة ماسة لمحطات الأكسجين لتمكين الأقسام الحيوية من متابعة تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمرضى، وأن الخدمة الصحية مهددة بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار والزيوت والفلاتر، خاصة وأن الخدمة تعتمد على المولدات الكهربائية، مما يؤدي لعدم إجراء العديد من التدخلات الطارئة لعدم توفر الأجهزة الطبية التشخيصية، فضلاً عن الاستهداف المباشر لطواقم الإسعاف والفرق الإنسانية مما يشكل عائق كبير أمام جهود اخلاء الجرحى والمصابين، وحذر من تعطل خطوط المياه مما يزيد من المخاطر الصحية والبيئية وتفشي الإسهال والأمراض الجلدية.

التقارير الأممية والمحلية أوضحت أن الاحتلال اعتقل قرابة 1100 طفل من أطفال القطاع، وتسبب عدوانه في وجود 39 ألف و384 طفلا يتيما، منهم 17 ألف طفل حرموا من كلا الوالدين، و22 ألفا و384 طفلا فقدوا أحد والديهم.. كما حرم قصف الاحتلال للمدارس 630 ألف طالب من التعليم، بالإضافة لحرمان 60 ألفا من الالتحاق بالمدارس في العام الثاني من الحرب، فضلاً عن الأطفال الذين حرموا من مرحلة رياض الأطفال.. ويرجع ذلك لاستهداف الاحتلال للمدارس، وتحويل المدارس القليلة التي نجت من التدمير الكامل لملاجئ وأماكن إيواء.

ولا تختلف أوضاع أطفال الضفة الغربية والقدس المحتلة عن أوضاع نظرائهم في قطاع غزة، حيث سجل نادي الأسير الفلسطيني اعتقال 1200 طفل، واستشهاد أول طفل أسير منذ بدء الإبادة الجماعية وهو وليد أحمد البالغ من 17 عاماً من بلدة سلواد شرق رام الله.
---------------------
تقرير ـ محمد الضبع