15 - 05 - 2025

القصيبي: "مسام" يواصل نزع الألغام في اليمن رغم التحديات الدولية

القصيبي:

أكد أسامة بن يوسف القصيبي، مدير عام مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن، التزام المشروع بمواصلة جهوده الإنسانية في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، رغم التحديات المتزايدة وقرار بعض الدول والمنظمات الدولية إيقاف دعمها لمشروعات نزع الألغام في البلاد.

وقال القصيبي، في كلمة ألقاها بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام 2025، إن هذه المناسبة العالمية التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2005، كانت تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية للقضاء على خطر الألغام التي تهدد حياة المدنيين حول العالم، إلا أن الواقع لا يزال يشير إلى استمرار هذه المأساة في العديد من الدول، وعلى رأسها اليمن، الذي يعاني من زراعة عشوائية واسعة للألغام على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية.

وأشار القصيبي إلى أن شعار هذا العام “من هنا يبدأ بناء المستقبل المأمون” يعكس الحاجة الملحة لحماية المدنيين، حيث يعتمد مستقبلهم على قدرتهم على التنقل بأمان دون أن يكونوا عرضة لخطر الألغام أو العبوات الناسفة التي قد تودي بحياتهم أو تتركهم بإعاقات دائمة.

وأضاف أن العالم يشهد اليوم أزمات إنسانية غير مسبوقة تتطلب مراجعة شاملة للاتفاقيات والتشريعات الدولية لضمان حماية المدنيين، مشددًا على ضرورة وضع حد للذرائع القانونية التي تسمح لبعض الأطراف باستخدام الألغام كأسلحة حرب، رغم أن القوانين الدولية تحظرها لما تسببه من أضرار مفرطة للمدنيين.

وأعرب القصيبي عن أسفه لقرار بعض الدول والمنظمات الدولية إيقاف دعمها لجهود نزع الألغام في اليمن، في وقت تتزايد فيه المخاطر اليومية التي يواجهها المدنيون، خصوصًا في القرى والمدن التي تنتشر فيها الألغام بشكل واسع. 

وأكد أن هذا القرار سيؤدي إلى مضاعفة المآسي الإنسانية، وارتفاع أعداد الضحايا، وتعقيد عمليات الإغاثة والتنمية في البلاد.

في ظل هذه التحديات، أكد القصيبي أن مشروع “مسام”، الذي تم إنشاؤه بتمويل كامل من المملكة العربية السعودية، يواصل عمله الإنساني رغم الصعوبات.

 وأوضح أن الفرق الميدانية للمشروع تواجه تحديًا يوميًا يتمثل في سباق مع الزمن بين عمليات نزع الألغام التي تنفذها، واستمرار ميليشيات الحوثي في زرع المزيد منها بطرق مبتكرة لزيادة أعداد الضحايا.

وكشف القصيبي عن حجم الإنجازات التي حققها المشروع منذ انطلاقه في منتصف عام 2018 وحتى نهاية مارس 2025، حيث نجح في إزالة:

• 6,770 لغماً مضاداً للأفراد

• 146,262 لغماً مضاداً للدبابات

• 8,208 عبوات ناسفة

• 324,867 ذخيرة غير منفجرة

ليصل إجمالي ما تم نزعه إلى 486,108 أجسام متفجرة، على مساحة 65,888,674 متراً مربعاً تم تطهيرها بالكامل.

وأكد أن هذه الجهود ساهمت في إنقاذ آلاف الأرواح، وإعادة الأمل للمدنيين الذين كانوا يعيشون تحت تهديد دائم بسبب الألغام، مشددًا على أن الفرق الميدانية تعمل بلا توقف لضمان سلامة السكان، وتأمين الطرقات، والمزارع، والمدارس من هذه المخاطر القاتلة.

أكد القصيبي أن مشروع “مسام” يعمل وفق اعتبارات إنسانية بحتة، بعيدًا عن أي أجندات عسكرية أو سياسية، موضحًا أن الهدف الرئيسي للمشروع هو حماية الإنسان اليمني وفتح الطريق أمام مستقبله، بعيدًا عن الخوف من الألغام.

وفي ختام كلمته، وجه القصيبي شكره للحكومة اليمنية والمجتمع اليمني بكافة أطيافه على ثقتهم في المشروع، مؤكدًا أن “مسام” سيواصل عمله بكل تفانٍ حتى يتحقق الهدف الأسمى للمشروع: “حياة بلا ألغام”.