02 - 05 - 2025

البابا تواضروس: أمنا العذراء لها دور مؤثر في حياتنا

البابا تواضروس: أمنا العذراء لها دور مؤثر في حياتنا

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الدور الكبير والمؤثر للسيدة العذراء مريم في حياة المصريين، مشيرًا إلى احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بتذكار ظهورها في الزيتون عام 1968، وهو الحدث الذي كان له أثر روحي عميق في نفوس الأقباط والمصريين عمومًا.

جاء ذلك في مستهل عظته الأسبوعية التي ألقاها مساء اليوم الأربعاء، بالمقر البابوي بالقاهرة، حيث استرجع قداسة البابا ذكرى هذا الظهور العجائبي الذي رآه الآلاف، مشددًا على أن أمنا العذراء تظل شفيعة للمؤمنين وحاضرة في حياة الكنيسة والشعب عبر العصور.

وقال قداسته: "احتفلنا اليوم بالتذكار الـ 57 لظهور أمنا العذراء مريم في كنيسة الزيتون، ذلك الظهور المبارك الذي حدث عام 1968، في نفس العام الذي استعدنا فيه جزءًا من رفات القديس مار مرقس الرسول، خلال حبرية القديس البابا كيرلس السادس."

وأضاف: "العذراء مريم هي أمنا جميعًا ولها مكانة خاصة في وجداننا كمصريين، فهي التي جاءت إلى أرض مصر مع العائلة المقدسة، وهي التي ظهرت في القرن العاشر خلال معجزة نقل جبل المقطم، ثم تجلى ظهورها في القرن العشرين في الزيتون والعديد من الكنائس الأخرى، ما يؤكد وجودها الدائم وعملها في حياة المؤمنين."

كما تطرق قداسته إلى الحديث عن نياحة مثلث الرحمات الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، الذي رقد في الرب يوم الأحد الماضي، مؤكدًا أنه كان صوتًا حكيمًا في المجمع المقدس، وله دور بالغ في الحفاظ على استقرار الكنيسة في العديد من المحطات الهامة.

وقال البابا: "ودعنا منذ أيام قليلة المطران الجليل الأنبا باخوميوس، شيخ المطارنة والقائمقام السابق عقب نياحة البابا شنودة الثالث. كان له دور كبير في الكنيسة، ليس فقط داخل مصر بل وخارجها أيضًا، حيث خدم سنوات طويلة وتدرج في مواقع ومسؤوليات عديدة."

وأضاف قداسته: "كان رجلًا حكيمًا وصاحب نظرة ثاقبة، عاش نحو 90 عامًا وخدم الكنيسة لما يقرب من 75 عامًا، وكان مثالًا في التفاني والعمل بروح المحبة والخدمة الحقيقية، كما كان له دور بارز في الحفاظ على سلام الكنيسة والوطن في أزمات متعددة."

وأكد البابا أن الكنيسة، رغم حزنها على رحيل أحد أعمدتها، إلا أنها تؤمن أن خدامها الأمناء يواصلون مسيرتهم في السماء بالصلاة من أجل الكنيسة، وقال: "لدينا ثقة كاملة أنه الآن في السماء يشفع لأجلنا، كما لدينا سحابة من الشهود الذين يعضدون الكنيسة عبر كل الأزمنة."

واختتم البابا تواضروس عظته بتوجيه الشكر لله على ما وهب الكنيسة من خدام أمناء، مشيرًا إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مستمرة في رسالتها بروح الإيمان والحق، وأنها تودع رجالها على رجاء القيامة، متمسكة دومًا بنعمة الله التي تقودها عبر الأجيال.