15 - 05 - 2025

سفير قطر: الإعلام شريك أساسي في تعزيز السلام والاستقرار.. والتعاون المصري القطري نموذج يُحتذى به

سفير قطر: الإعلام شريك أساسي في تعزيز السلام والاستقرار.. والتعاون المصري القطري نموذج يُحتذى به

لطالما شكلت العلاقات بين مصر وقطر نموذجًا للعمل العربي المشترك، حيث ترتكز على أسس من المصالح المتبادلة والتنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية، ومع تعزز أواصر التعاون في السنوات الأخيرة، برزت شخصيات دبلوماسية لعبت دورًا بارزًا في تعزيز هذا التقارب، 

وكان في مقدمتها السفير طارق الأنصاري، سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، فمنذ توليه منصبه في عام 2023، جسّد السفير الأنصاري نهجًا دبلوماسيًا قائمًا على الحوار والتفاهم، مسلطًا الضوء على محورية العلاقات بين القاهرة والدوحة، خاصة في الملفات ذات الأولوية على الساحة العربية. 

ولعل أبرز هذه الملفات هو القضية الفلسطينية، حيث شكلت مصر وقطر محورًا رئيسيًا في دعم الشعب الفلسطيني، سواء من خلال المبادرات الدبلوماسية أو الجهود الإنسانية والإغاثية. وأسهم التنسيق المستمر بين البلدين في بلورة مواقف موحدة على المستويين الإقليمي والدولي، انطلاقًا من التزامهما الراسخ بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز فرص الحلول السلمية للنزاعات المستمرة.

وفي أول حوار للسفير الأنصاري نشرته  مجلة البيت ونصف الدنيا التابعة لمؤسسة  الأهرام، دار النقاش حول العلاقات الثنائية بين مصر وقطر، ودور الإعلام في دعم الأمن والسلام، والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، بالإضافة إلى آليات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

أكد السفير الأنصاري على أهمية الإعلام في دعم الأمن والسلام، مؤكدًا أن التنمية لا تتحقق دون استقرار، وأن الإعلام شريك أساسي في هذه المعادلة. 

وتابع: الإعلام هو الوسيلة الأهم لنشر ثقافة السلام وتعزيز الاستقرار، وأن دولة قطر عضو فاعل في المجتمع الدولي، وتتشارك مع الشقيقة مصر في رؤية وطنية واضحة تهدف إلى تحقيق الرخاء والأمن للمواطنين، مضيفا أن هذه الرؤية تنطلق من التزامنا بالمؤسسات والمواثيق الدولية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والتي تؤكد على أهمية الإعلام البناء في محاربة التحريض والعنف، ونقل الصورة السليمة بعيدًا عن التشويه أو التضليل.

وأشار إلى أن قطر لعبت دورًا بارزًا في تأسيس تحالف الحضارات بالأمم المتحدة، وهو مبادرة تهدف إلى حل النزاعات التي تقوم على التعصب العرقي، ويعد الإعلام أحد ركائزها الأساسية، حيث يسهم في نشر ثقافة الحوار والتسامح بين الشعوب.

وفي رده على سؤال حول الفرق بين الإعلام البناء والهدام، أكد السفير الأنصاري أن الإعلام حين يكون مسؤولًا وينقل الأخبار الصحيحة فإنه يسهم في بناء المجتمعات، بينما الإعلام الذي يحرض على العنف والكراهية يؤدي إلى الفوضى والدمار. 

وأضاف: “لدينا أمثلة تاريخية على دور الإعلام في تأجيج النزاعات، كما حدث في رواندا، والبوسنة والهرسك، ويوغوسلافيا، حيث تسبب الخطاب الإعلامي غير المسؤول في سقوط آلاف الضحايا. لهذا السبب، تدعم الأمم المتحدة استراتيجيات لمكافحة الإعلام التحريضي، وتؤكد على ضرورة أن يكون الإعلام أداة لبناء المجتمعات وليس هدمها.”

وأشار إلى أن هناك جدلًا مستمرًا بين الدول حول مفهوم حرية الإعلام، حيث يرى الغرب أنها يجب أن تكون مطلقة، بينما تؤمن الدول العربية بضرورة وجود ضوابط تضمن عدم الترويج للعنف أو التحريض على الفتنة.

وحول كيفية التوفيق بين حرية الإعلام الغربية والمفهوم العربي للإعلام المسؤول، أوضح السفير أن القوانين الدولية نفسها تنص على ضرورة التزام الإعلام بالمسؤولية، مشيرًا إلى أن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان تؤكد في مادتها العاشرة على مسؤولية الدولة في تنظيم الإعلام بحيث لا يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية أو أمنية.

وأضاف: “هناك أيضًا قرارات صادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن تؤكد على أهمية دور الإعلام في مكافحة العنف. كما أن الدول العربية لديها مواثيق مثل “ميثاق الشرف الإعلامي العربي”، الذي يضع أسسًا واضحة لإعلام مسؤول يسهم في تقارب الشعوب، ويحمل رسالة سلام تسهم في استقرار الإقليم العربي الممتد من المحيط إلى الخليج.

وحول دور الإعلام في دعم القضايا العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، شدد السفير الأنصاري على أن الإعلام يجب أن يكون صوت الحق في مواجهة التضليل والعدوان. 

وقال إن  القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعًا، ويجب أن يحظى صوتها بالدعم الإعلامي اللازم. نحن في قطر ومصر نعمل معًا لتحقيق السلام في المنطقة، والتعاون بين البلدين في ملف فلسطين يعد نموذجًا ناجحًا للتعاون العربي.

وفيما يتعلق بالتعاون الإعلامي بين البلدين، أكد السفير الأنصاري أن العلاقات المصرية القطرية تمتد لعقود طويلة، وأن الإعلام يلعب دورًا مهمًا في تعزيز هذا التقارب. 

وأضاف أن هناك مجالات متعددة للتعاون الإعلامي بين البلدين، سواء عبر تبادل الخبرات أو التنسيق في تناول القضايا المشتركة. الإعلام المصري والقطري لهما دور أساسي في نقل الصورة الحقيقية للأحداث، وتعزيز التفاهم بين الشعوب.

واختتم السفير حديثه بالتأكيد على أن العلاقة بين مصر وقطر ليست مجرد علاقات دبلوماسية، بل هي علاقات أخوية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الإعلام، بما يخدم المصالح العربية ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.