01 - 05 - 2025

صرخة فلسطين-11-11-23

صرخة فلسطين-11-11-23

بقلم/ الدكتورة انيسة فخرو


تحية اكبار وتعظيم للشعب الفلسطيني الصامد المرابط على أرضه في فلسطين، في غزة والضفة والجليل، وتحية اجلال للمقاومة العظيمة الأسطورية التي تسطر أروع البطولات، والتي تدافع عن الأقصى وعن شرف الأمة العربية والإسلامية جمعاء، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

صرختنا الآن هي: وقف العدوان حالا، هذه صرختنا وصرخة فلسطين كلها.

إن ما يحدث يؤكد أننا في العصر الحجري وعصر الغاب ولسنا في القرن الواحد والعشرين.

إبادة جماعية منظمة، وسياسة القوة والبطش، والأرض المحروقة نراها أمام الأعين، أطفال ونساء يُحرقون بتعمد، مدارس ومستشفيات ومخابز وكنائس ومساجد ومجمعات سكنية تهدم على رؤؤس الناس، والعالم يتفرج، أين الدول العربية؟ تعداد العرب 430 مليون، أين الدول الإسلامية؟ تعدادهم 2 مليار، أين روسيا والصين والنمور الاسيوية؟ 195 دولة لا يستطيعون ردع أمريكا والكيان الصهوني المحتل؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين جامعة الدول العربية؟ أين الأمم المتحدة؟ وأين الضمير؟ تركوا الفارس وحيدا يحترق في لهب البطش.

تثبت الأحداث أن سفك الدم العربي مباح وحلال لهم، على كل الأراضي العربية مسفوك هذا الدم، ولا فرق بين الدم السني أو الشيعي المسيحي أو المسلم، كله مهدور ومُباح، نؤكد إن الشعب البحريني قلبا وقالبا مع المقاومة الفلسطينية العظيمة، والشعوب العربية كلها توحدت مع الحق الفلسطيني، ونثمن المواقف المُشرّفة من دولوشعوب أمريكا اللاتينية، لأنها ذاقت الجرائم على يد المجرم نفسه، يريدون إبادة الشعب الفلسطيني كما أبادوا  الهنود الحمر. نصرخ بأ‘لى صوت: أوقفوا العدوان الهمجي المتوحش حالا. 

على كل العالم وكل الشعوب أن تصرخ صرخة واحدة: أوقفوا قتل الأطفال والنساء حالا أوقفوا القصف والعدوان حالا.

وبعقلانية نتوجه بالأسئلة التالية: 

السؤال الأول: ماذا نعلم أطفالنا؟ ماذا نقول وكيف نستخدم المفردات؟

هم يعلمون أطفالهم الحقد والكراهية وإباحة الدم العربي ف بيوتهم ومدارسهم، والمستوطنين بحماية الجيش يقترفون أبشع الجرائم ولا حسيب، لذا علينا نحن أن نغرس في عقول وقلوب أطفالنا قضية الحق الفلسطيني، ومن المهم تصليح بعض المفاهيم والمفردات في استخدامنا اللفظي فمثلا اسمه الكيان الصهيوني وليس اسرائيل، وأيضاكلمة الحرب خطأ، لا ليست حربا فالحرب بين دول،ولكنه احتلال من كيان غاصب وبدعم أمريكي بريطاني غربي منذ 75 عاما، لأن ضمان هيمنة أمريكا على العالم تكمن من هيمنتهم على الشرق.

والمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة توحد كل الفصائل، فتح والجهاد وحماس والشعبية والديمقراطية وغيرهم، هم أبناء الشعب الذي يعاني من الاحتلال طوال 75 عاما، المقاومة وجميع الفصائل جزء من الشعب المناضل، وليست دولة لكي تحاربها الدول العظمى، وغزة الآن تواجه وحدها عدوانًا عالميًا وقنابل وجيوش متوحشةمنظمة.

عدم التكافؤ بين القوتين واضح، المقاومة بأسلحة أغلبها صنع محلي تحدث ضررًا طفيفًا في المستوطنات الصهيونية إلى درجة أن سكب ماء من طائرة هيلكيوبتر يمكن أن تطفئ تلك الحرائق، في حين يصب الصهاينة أعتى الأسلحة على الشعب الأعزل. 

قوة المحتل باطلة وباطشة وهمجية، وقوة المقاومة عادلة وإنسانية، إن مقاومة المحتل مشروعة في كل الأديان والشرائع والقوانين.

نلاحظ عدم إدانة أية جهة فلسطينية أو أي فرد فلسطيني المقاومة، ليقينهم بأنها حق مشروعوالجهاد فريضة في ديننا العظيم.

والبعض يأخذ على بعض الفصائل أنها مدعومة من إيران أو تركيا، ومن المعلوم أن في كل الثورات الشعبية ضد المحتل، لابد وأن تساندها بعض من الدول المجاورة، مثل تجربة فيتنام والجزائروغيرهما، وبالطبع كلما زادت عدد الدول المساندة أفضل.

أيضا لا ننسى دور السعودية والكويت وقطر والجزائر وغيرهم في دعم فلسطين، البعض يمدالسلطة، ويمد البعض الدعم إلى المنظمات الفلسطينية وكلاهما يكمل الآخر.

المقاومة بحاجة إلى كل يد تُمد لها بشرط ألا تنفذ اجندات الدول الأجنبية الداعمة، وقد أثبتت المقاومة الفلسطينية أن قرارها مستقل.

السؤال الثاني: لماذا نقف مع فلسطين وما هي ماهية العدو الصهيوني؟ 

لأن القضية الفلسطينية إنسانية، والمحتل عنصري وارهابي يقوم على مبادئ ثلاثة سلبية:

الأول: الكذب والتضليل، مثلا كان يردد أن فلسطين أرض بلا شعب، والآن يردد دومًا أن المقاومةالفلسطينية قتلت أطفالهم وعذبت أسراهم، إعلامهم يقوم على الكذب وقلب الحقائق. يحتل المزيد من الأرض العربية بحجة الأمن، المقاومة يسمونهاارهابًا، وهم الطغاة يدّعون أنهم يدافعون عنالنفس! يقصفون المستشفيات والمدارس ثم بكل وقاحة يدّعون أن المقاومة هي من قصفتها! كذبة معاداة السامية أيضا مهزلة، أليس العرب أيضا ساميون؟ الكيل بمكيالين وازدواجية المعاييرصارخة فاضحة، وموت الضمير وسحل القوانين الدولية والإنسانية تحت أقدامهم، لذا نؤكد على وجوب محاكمة القتلة.

والباطل يحتاج الى اموال كثيرة لتزيينه لانه قبيح. 

المبدأ الثاني: يقوم الكيان الصهيوني على مبدأ القوة والحروب، كما قامت أمريكا عليه، اشعال الحروب والفتن في كل مكان، وتجارة السلاح وعصابات التنكيل والمذابح، من دير ياسين وصبرا وشاتيلا إلى حصار غزة، وتجويع أهلها وقطع كل سبل الحياة عنها، ومجازر جماعية واغتيالات فردية لكل شخصية في موقع القرار، مثل عبدالناصر، الملك فيصل، عرفات ابو جهاد ابو اياد غسان كنفاني، العلماء العراقيين والمصريين وغيرهم آلاف، يوجد جهاز خاص في الموساد للاغتيالات الفردية.

- المبدأ الثالث: استغلال الدين منذ 75 عاما وحتى الآن، القضية الفلسطينية سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى وليست دينية، لكن الصهاينة استغلوا الدين اليهودي لإيجاد تبرير ديني وروحي لاحتلالهم فلسطين، ودائما يقوم المستعمر على تبرير عدوانه واحتلاله تحت مبررات اخلاقية كاذبة، كما فعلوا في العراق وسوريا وليبيا.

الفرق واضح بين اليهودية والصهونيية، لذلك يقف الكثير من اليهود ضد ما يحدث من جرائم باسمهم.كما أن من أسس الكيان الصهيوني عناصر ملحدة لا تؤمن بالدين، فقط يؤمنون بالمال والقوة والسيطرة على العالم بالقتل والارهاب.

لكن يقوم الاحتلال أيضا على مبادئ ثلاثة إيجابية هي: 

-التنظيم: يوجد لدى الصهاينة تنظيمات سرية في كل المجالات تتبع الموساد والشاباك، مثلا جهاز لزرع الفتن بين الأنظمة العربية بعضها ضد بعض، وبين الشعوب العربية ضد بعض. وجهاز آخر خاص للاغتيالات الفردية، وجهاز إعلام لتزييف الحقائق، وجهاز مساندة في كل دول العالم، وجهاز لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وجهاز للتجسس وعشرات غيرها.

-الوحدة: يتوحد اليمين واليسار والوسط في الكان الصهيوني على سفك الدم العربي، كما يتوحد الجيش مع المتوطنين وتتوحد احزابهم كلها ضدنا.

-البحث العلمي وقوة العلم، وهدفهم منه تطوير اسلحتهم والتكنلوجيا المتقدمة، فماذا لا نكون مثلهم؟

السؤال الثالث: ماذا فعلت القضية الفلسطينية؟

- وحدت الشعوب واسقطت كل الحواجز الدينيّة والطائفية والعرقية لانها إنسانية. وحدت بين السنة والشيعة وبين العربي والاجنبي وصنفت البشر بين مناصر الحق وعدوه، لذلك علينا ان نوحد جهودنا ونستثمر اللحظة في حشد كيان عالمي موحد مناهض للصهيوينة، ان اجهزة مخابراتهم تنظم الخلايا والوحدات لزرع الكراهية بين الشعوب العربية وزيارد الشحن الطائفيوالديني في كل وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، لتعزيز مبدأ فرق تسد، وعلينا ان ننتبه ونحذر من كل ما يصل الينا.

 

السؤال الرابع: من هم المستفيدون من وجود الكيان المحتل؟ 

المستفيدون منه ومن استمراره كُثر، وأولهم أمريكا وبريطانيا وبعض دول أوروبا، لاأنهم ريدون التخلص من المسألة اليهودية، ولأن هيمنة أمريكا على العالم مرهونة بوجود هذا الكيان الصهيوني، كما توجد بعض الأنظمة العربية التي تخاف من الحرية والتحرير، وهذا مفهوم ترسخ ف عقول الأنظمة ورسخه الغرب، وهو خطأ فادح، لأن تحرر فلطين يقوي من الأنظمة العربية ولا يضعفها.

كما توجد بعض المنظمات والأحزاب السياسيةالمستفيدة التي تتاجر باسم القضية والشعب والدم الفلسطيني، وكلهم يريدون استمرار سفك الدم الفلسطيني وعدم حل القضية بشكل جذري.

ماذا ريد الشعب الفلسطيني؟ كل ما ريده هو أن يعيش مثل بقية شعوب الأرض، يريد الحياة لا غير، في حين يقدم له المحتل الصهيوني الموت في كل لحظة، وعلى كل أرض فلسطين، ومنطقهم يقول: من حق الشعب الفلسطيني أن يموت ومن حقنا أن ندافع عن الأمن!

السؤال الخامس: ماذا فعلت وقدمت الانظمة العربية؟

نثمن كل موقف رسمي أو شعبي عربي شريف يقف مع الحق الفلسطيني. وندين كل نظام مُطبع مع الكيان الصهوني وندين أكثر كل فرد عربي مُطبع، إن التطبيع خيانة.

ونسأل بعد كل هذه المجازر: هل تراجعت الأنظمة المطبعة عن الاتفاقيات مع الكيان وانسحبت منها؟مثل وادي عربة وكامب ديفيد والاتفاقية الابراهيمية  في الإمارات والبحرين والمغرب.

هل هذه الأنظمة أقفلت السفارات وطردت السفراء الصهاينة؟ كما فعلت كولومبيا وبوليفيا وتشيلي.

هل هددت أية دولة عربية بالانسحاب من المعاهداتوقطع العلاقات الاقتصاديه مع أمريكا والدول الداعمة للكيان؟ هل هذه الأنظمة تعرف الصديق من العدو؟ لماذا لا تضع يدها مع حلفاء جدد مثل الصين وروسيا؟ لقد جربوا لعقود طويلة التحالف مع أمريكا وكل عقد تصبح أنظمتنا العربية أكثر هشاشة وتبعية، فلماذا لا نجرب حلفاء جدد؟

إن التطبيع ساهم في إراقة وسفك الدم العربي والفلسطيني أكثر، ولم يساهم في السلام أبدًا.

هل توحدت هذه الأنظمة على مطلب وقف العدوان الصهيون الأمريكي حالا؟ هل استخدمت الدولالعربية مكامن قوتها للضغط على أمريكا واجبار الصهاينة على وقف العدوان؟

هل استطاعت هذه الأنظمة أن تفتح المعابر لادخال المساعدات الإنسانية؟ إن اغلاق المعابر أيضا خيانة. الصهاينة يقصفون ويدمرون والعرب يبنون، أليس هذا استزاف للثروات العربية، يجب محاكمة القتلة ولا بد أن يبني الصهاينة ما هدموه، وحتى التبرعات المادية والتعميرية الرسمية العربية والإسلامية، بعضها فعلا يتحقق ويصل إلى من يستحقها، وبعضها فساد وتجارة. لذلك نؤكد على ضرورة تفعيل كل القوى الرسمية والدبلوماسية والشعبية لنصرة الحق الفلسطيني.ولدينا أمل في وعي أصحاب القرار من العرب والمسلمين بخطورة اللحظة التاريخية، لاتخاذ القرارات الصحيحة في المؤتمرات العربيةوالاسلامية، لا نريد منهم خطابات وإدانات بل نريد أفعال، هل أستطاع أي نظام إدخال قطرة ماء أو نقطة وقود أو حفنة من الغذاء والدواء؟

 

السؤال السادس: ما دور الشعوب العربية وبقية الشعوب ؟

التضامن والتظاهر والاعتصام كلها وسائل مهمةجدًا، ونؤكد على فعالية المقاطعة الطويلة الأمد والمستمرة. شخصيًا مثلا منذ 1980 وحتى الآن أقاطع كل البضائع الأمريكية وأعجب عندما أرى من يدعي نفسه رجل دين وهو يركب سيارة أمريكية فخمة أو يدخن سجائر أمريكية. إن المقاطعة جدًا فعالة ومهمة بشرط استمرارها، وطبعا شعوب دول الطوق حتما دورهم أكبر، مصر لبنان الأردن سوريا والعراق، وعندنا ثقة كبيرة في شعبنا العربي، لكن كم نحن بحاجة إلى زعيمعربي يوحد القلوب والأفعال كما فعل جمال عبدالناصر.

نؤكد أيضا على دور الإعلام، لأن الحرب الإعلامية أساسية لكسب الحرب والرأي العالمي، وذلك بمشاركتنا في وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية لدعم نضال شعبنا الفلسطيني.

لدى الصهاينة أجهزة منظمة في كل المجالات،توجد وحدة لقلب الحقائق في الموساد، وذلك بتجنيد الطلبة الصهاينة في المدارس والجامعات لتزوير الحقائق، تتكون الخلية من القائد وثلاثة طلاب تخصص جرافيك ولغات وكمبيوتر، وتحت كل خلية 100 طالب، فلماذا لا نفعل مثلهم لتثبيت الحق العربي الفلسطيني؟

 

السؤال السابع: ما هو المخطط؟ ما هو الواقع؟ وما هو المستقبل؟

المخطط:

1- لا يشمل تهجير الفلسطينين فحسب بل إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس،لتحقيق هدفهم في تقليل سكان الأرض وبلوغ المليار الذهبي بالحروب والفيروسات واللقاحات، واحتلال كامل التراب الفلسطيني، ثم الالتفات إلى لبنان والأردن لقضمهما أيضا. 

2- بناء قناة بن غوريون لضرب قناة السويس.

3- استبدال مخطط طريق الحرير للتجارة العالميةالذي كان مقررًا أن يمر عبر (الصين، باكستان أفغانستان ايران العراق سوريا لبنان)،  لكن بعد اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعيوالنفط في فلسطين وسوريا ولبنان، تم تفجيرمرفأ لبنان، وتم ضرب وقصف مطارات وموانئ سوريا عندما رفض الرئيس الأسد التنازل عن حق سوريا في النفط والغاز، وتم احتلال الجزء الغني بالغاز في سوريا، ويريدون الآناحتلال غزة وكل فلسطين، واستبدلوا مخطط التجارة ليكون (من الهند إلى ميناء حيفا مرورًا بالدول المطبعة في الخليج). والهدف الأساسي هو منع روسيا من تصدير الغاز إلى أوروبا وضرب الصين بشكل مباشر.

الواقع:  يثبت تواطؤ النظام الغربي العلني وربما تواطؤ بعض الأنظمة العربية، لسفك الدم الفلسطيني، نعم الأنظمة العربية بين كماشات الصهاينة وإيران وتركيا، لكننا نرى أمام أعيننا ابادة جماعية لشعب من كيان محتل وغاصب،ونغض النظر عما فعله ويفعله من جرائم، لنركز على إيران ونفاضل بين العدوين، ونحن نعلم جيدًا إن الصهاينة يريدون احتلال بقية الأرض العربية، وضعفنا الداخلي هو السبب الأساسي في زيادة الطامعين.

اليوم غزة وغدا الضفة والقدس ثم لبنان والأردن وستكرّ السبحة، إنهم يستفردون بنا واحدًا تلو الآخر.

اسرائيل الكبرى في وثائقهم وعملتهم تشمل (ثلث السعودية وثلاثة ارباع العراق وثلثي سوريا وكل فلسطين والاردن ولبنان وسيناء) ماذا يعني ثلث السعودية؟ يعني المدينة المنورة كلها وخيبر مقر القنيقاع وبنو قريضة، ولا قدر الله لو حصل مكروه للسعودية فنحن أول المتضررين، إن المملكة العربية السعودية ظهير وامتداد لنا وهي بمثابة سوريا بالنسبة الى لبنان ولو حصل واحتل الصهاينة ثلث السعودية سيصبح وضعنا مثل لبنان وأسوأ، وقد سمعنا أن صهاينة مجنسون من دول خليجية مطبعة يقومون بشراء عقارات ومساحات شاسعة في المدينة المنورة، كيان بلا حدود ولا دستور،وهدفه من النيل إلى الفرات والجائزة الكبرى بالنسبة لهم مصر والسعودية.

وحتما الدور قادم علينا لا محالة إذا لم نساند المقاومة، الأسد الجريح، الجبار العظيم الأسطوري وهو يواجه عدوانًا عالميًا لوحده. 

أما المستقبل: إن النصر حليف الحق ضد الباطل،والقران الكريم يؤكد ذلك، لكن كلما طال الزمن صارت المعاناة أشد وأزهق المحتل مزيدًا من الأرواح، وسرق مزيدًا من الأرض العربية. وهناك تنبؤات متفائلة تصل إلى حد اليقين بأن العدو سيفلّ هاربًا من غزة مخلفًا عتاده وأسلحته خلفه جراء الهزيمة النكراء. وتنبؤات متشائمة جدًا وتنبؤات بين بين. 

والحقيقة إن 7 اكتوبر حدث تاريخي فصل بين ما قبله وما بعده، وعلينا كشعوب وأنظمة عربية وإسلامية أن نستفيد من اللحظة التاريخية ونستخدم طاقاتنا وإمكانياتنا الهائلة، وندير الصراع بعد وقف العدوان الهمجي على غزةلصالحنا ولصالح الحق العربي والفلسطيني.

وديننا يقول: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومنرباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم، لذا علينا أن نكون مثلهم وأفضل منهم لكي نحقق النصر، كيف؟

بالوحدة الداخلية الفلسطينية والعربية والإسلامية.

والتنظيم، وتشجيع العلم والعلماء، والتمسك بعقيدتنا وقيمنا، والتمسك والتفاخر بلغتناالعربية، والحرص على هويتنا العربية والإسلامية، والأهم هو تربية وتنشئة أطفالنا على ذلك. وحتما النصر قادم لا محالة.

ختاما نعيد ونكرر صرخة فلسطين المضرجة بالدم والدموع: لتتوحد كل الأنظمة والشعوب الشريفة في هذه الصرخة: اوقفوا العدوان الهمجي حالاً، استغلوا كل امكانياتكم ووحدوا صفوفكم من أجل الضغط على أمريكا والكيان الصهيوني، لوقف عدوانه الوحشي الآن على شعبنا الأبي العربي في غزة والضفة والقدس المبارك.

………………………………..

بقلم/ الدكتورة انيسة فخرو

مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الشعب العربي كله ضد التطبيع