أكد الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، أن أحد الأولويات الرئيسية لرئاسة قبرص لمجلس الاتحاد الأوروبي هو تعزيز وعي بروكسل بأهمية منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها.
جاء ذلك خلال مأدبة عشاء أقامها السفير المصري لدى نيقوسيا، محمد زازوع، يوم الأحد، حيث شدد على متانة التعاون الإقليمي بين مصر وقبرص، مشيرًا إلى أن البلدين يتشاركان رؤية مشتركة لتحقيق الازدهار والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط.
وفي كلمته، رحّب السفير المصري بالرئيس القبرصي، مؤكدًا أن حضوره يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، كما يبرز التعاون الوثيق الذي يجمع قبرص بالعالم العربي بشكل عام.
وأضاف أن الروابط الثقافية والتاريخية بين مصر وقبرص أسهمت في تطور العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما في ظل قيادة الرئيس خريستودوليدس ونظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأعرب السفير زازوع عن تقديره لموقف قبرص الداعم لمصر داخل الاتحاد الأوروبي في القضايا ذات الأهمية الكبرى.
كما أكد أن البلدين يتقاسمان شراكة إقليمية قوية ورؤية مشتركة لتحقيق الازدهار، إلى جانب التزامهما بترسيخ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وشرق المتوسط.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، جدد السفير المصري دعم بلاده للجهود الرامية إلى التوصل إلى حل شامل يعيد توحيد الجزيرة في إطار اتحاد فيدرالي ثنائي المناطق والطائفتين، يتمتع بسيادة واحدة وشخصية دولية وجنسية موحدة، وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
من جانبه، عبّر الرئيس خريستودوليدس عن تضامن قبرص العميق والصادق مع الدول العربية، مشددًا على أن بلاده جزء من المنطقة وتواجه تحديات مشتركة، لكنها تمتلك أيضًا فرصًا كبيرة يمكن الاستفادة منها من خلال العمل الجماعي والتعاون المشترك.
وأشار الرئيس القبرصي إلى أن تولي بلاده رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2026 سيكون فرصة لتعزيز وعي المؤسسات الأوروبية بأهمية المنطقة والتحديات التي تواجهها.
كما أعلن عن خطط لعقد قمة في قبرص تجمع بين قادة الاتحاد الأوروبي ورؤساء دول المنطقة، بهدف تعزيز فهم أعمق لأهمية الشرق الأوسط وتقوية انخراط الاتحاد الأوروبي معه.
وأكد أن التحديات التي تواجه المنطقة تؤثر بشكل مباشر على أوروبا، ولا يمكن التصدي لها إلا من خلال التعاون والعمل الجماعي.
و شدد على أن مصر يمكن أن تعتبر قبرص بمثابة سفيرها داخل الاتحاد الأوروبي، بينما تعمل قبرص على أن تكون جسرًا بين الاتحاد الأوروبي والمنطقة.
يُذكر أن جمهورية قبرص ستتولى للمرة الثانية رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير 2026، ولمدة ستة أشهر، ضمن رئاسة ثلاثية إلى جانب بولندا والدنمارك.